كيف ينبغي أن نعيش الآن؟
المقدمة
كيف ينبغي أن نعيش الآن؟ هو عنوان كتاب كتبه تشاك كولسون، الصحفي السابق الذي استخدمه الرئيس نيكسون ليُدَمِّر سمعة خصومه، ومؤسس خدمة شراكة السجون، والذي تغيرت حياته تماما نتيجة مقابلته مع يسوع المسيح.
منذ قرون مضت، عندما كان شعب الله في السبي ومحبطين، صرخوا إلى الله، "فَكَيْفَ نَحْيَا؟" (حز10:33). وقد دوّى نفس هذا السؤال عبر العصور. فبصفتنا لنا "إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ" (يع1:2). كيف ينبغي أن نعيش الآن؟
المَزاميرُ 128:1-6
المَزمورُ المِئَةُ والثّامِنُ والعِشرونَ
ترنيمَةُ المَصاعِدِ
1 طوبَى لكُلِّ مَنْ يتَّقي الرَّبَّ، ويَسلُكُ في طُرُقِهِ.
2 لأنَّكَ تأكُلُ تعَبَ يَدَيكَ، طوباكَ وخَيرٌ لكَ.
3 امرأتُكَ مِثلُ كرمَةٍ مُثمِرَةٍ في جَوانِبِ بَيتِكَ. بَنوكَ مِثلُ أغراسِ الزَّيتونِ حَوْلَ مائدَتِكَ.
4 هكذا يُبارَكُ الرَّجُلُ المُتَّقي الرَّبَّ.
5 يُبارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهيَوْنَ، وتُبصِرُ خَيرَ أورُشَليمَ كُلَّ أيّامِ حَياتِكَ،
6 وتَرَى بَني بَنيكَ. سلامٌ علَى إسرائيلَ.
تعليق
تنعم بالبركات
يَعِد الله بالبركة على العائلات وبسلام وبرخاء وحياة طويلة لمن يسيرون في طرقه: "طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ" (ع1).
"لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ" (ع2). بعض الناس يعملون عملا شاقا لأجل المال والنجاح لكنهم لا يتمتعون أبدا بما كسبوه.
أما "أنتم يا كل من تخافوا الله، فكم أنتم مباركون! يا لسعادتكم يا من تسيروا في طريقه المستقيم المستوي! ... تمتعوا بالبركة! تمتعوا بالخير العميم! ... قفوا برهبة الله، نعم. آه، كم يبارك من يخاف الله! تمتعوا بالحياة الطيبة ..." (ع1-6، الرسالة).
لقد تخطى وعد يسوع "بالحياة الأفضل" (يو10:10) هذه الوعود أيضا. قد تكون حياتنا على هذه الأرض قصيرة ومليئة، بالنسبة للكثيرين، بالمتاعب والصعوبات. لكن البركات أعظم وأبدية (3:17). الحياة الأبدية هي نوعية حياة تبدأ الآن وتستمر إلى الأبد.
تنعم ببركاته. سر في طرقه وقُد الآخرين ليفعلوا بالمثل.
يا رب، أشكرك من أجل هذه الوعود الرائعة. ساعدني حتى أتنعم ببركاتك اليوم.
يعقوبَ 2:1-26
الإيمان والأعمال
1 يا إخوَتي، لا يَكُنْ لكُمْ إيمانُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، رَبِّ المَجدِ، في المُحاباةِ.
2 فإنَّهُ إنْ دَخَلَ إلَى مَجمَعِكُمْ رَجُلٌ بخَواتِمِ ذَهَبٍ في لباسٍ بَهيٍّ، ودَخَلَ أيضًا فقيرٌ بلِباسٍ وسِخٍ،
3 فنَظَرتُمْ إلَى اللّابِسِ اللِّباسَ البَهيَّ وقُلتُمْ لهُ: «اجلِسْ أنتَ هنا حَسَنًا». وقُلتُمْ للفَقيرِ: «قِفْ أنتَ هناكَ» أو: «اجلِسْ هنا تحتَ مَوْطِىءِ قَدَمَيَّ».
4 فهل لا ترتابونَ في أنفُسِكُمْ، وتَصيرونَ قُضاةَ أفكارٍ شِرّيرَةٍ؟
5 اسمَعوا يا إخوَتي الأحِبّاءَ: أما اختارَ اللهُ فُقَراءَ هذا العالَمِ أغنياءَ في الإيمانِ، وورَثَةَ الملكوتِ الّذي وعَدَ بهِ الّذينَ يُحِبّونَهُ؟
6 وأمّا أنتُمْ فأهَنتُمُ الفَقيرَ. أليس الأغنياءُ يتَسَلَّطونَ علَيكُمْ وهُم يَجُرّونَكُمْ إلَى المَحاكِمِ؟
7 أما هُم يُجَدِّفونَ علَى الِاسمِ الحَسَنِ الّذي دُعيَ بهِ علَيكُم؟
8 فإنْ كنتُم تُكَمِّلونَ النّاموسَ المُلوكيَّ حَسَبَ الكِتابِ: «تُحِبُّ قريبَكَ كنَفسِكَ»، فحَسَنًا تفعَلونَ.
9 ولكن إنْ كنتُم تُحابونَ، تفعَلونَ خَطيَّةً، موَبَّخينَ مِنَ النّاموسِ كمُتَعَدّينَ.
10 لأنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النّاموسِ، وإنَّما عَثَرَ في واحِدَةٍ، فقد صارَ مُجرِمًا في الكُلِّ.
11 لأنَّ الّذي قالَ: «لا تزنِ»، قالَ أيضًا: «لا تقتُلْ». فإنْ لَمْ تزنِ ولكن قَتَلتَ، فقد صِرتَ مُتَعَدّيًا النّاموسَ.
12 هكذا تكلَّموا وهكذا افعَلوا كعَتيدينَ أنْ تُحاكَموا بناموسِ الحُرّيَّةِ.
13 لأنَّ الحُكمَ هو بلا رَحمَةٍ لمَنْ لَمْ يَعمَلْ رَحمَةً، والرَّحمَةُ تفتَخِرُ علَى الحُكمِ.
الإيمان والأعمال
14 ما المَنفَعَةُ يا إخوَتي إنْ قالَ أحَدٌ إنَّ لهُ إيمانًا ولكن ليس لهُ أعمالٌ، هل يَقدِرُ الإيمانُ أنْ يُخَلِّصَهُ؟
15 إنْ كانَ أخٌ وأُختٌ عُريانَينِ ومُعتازَينِ للقوتِ اليوميِّ،
16 فقالَ لهُما أحَدُكُمُ: «امضيا بسَلامٍ، استَدفِئا واشبَعا»، ولكن لَمْ تُعطوهُما حاجاتِ الجَسَدِ، فما المَنفَعَةُ؟
17 هكذا الإيمانُ أيضًا، إنْ لَمْ يَكُنْ لهُ أعمالٌ، مَيِّتٌ في ذاتِهِ.
18 لكن يقولُ قائلٌ: «أنتَ لكَ إيمانٌ، وأنا لي أعمالٌ. أرِني إيمانَكَ بدونِ أعمالِكَ، وأنا أُريكَ بأعمالي إيماني».
19 أنتَ تؤمِنُ أنَّ اللهَ واحِدٌ. حَسَنًا تفعَلُ. والشَّياطينُ يؤمِنونَ ويَقشَعِرّونَ!
20 ولكن هل تُريدُ أنْ تعلَمَ أيُّها الإنسانُ الباطِلُ أنَّ الإيمانَ بدونِ أعمالٍ مَيِّتٌ؟
21 ألَمْ يتَبَرَّرْ إبراهيمُ أبونا بالأعمالِ، إذ قَدَّمَ إسحاقَ ابنَهُ علَى المَذبَحِ؟
22 فترَى أنَّ الإيمانَ عَمِلَ مع أعمالِهِ، وبالأعمالِ أُكمِلَ الإيمانُ،
23 وتَمَّ الكِتابُ القائلُ: «فآمَنَ إبراهيمُ باللهِ فحُسِبَ لهُ برًّا»، ودُعيَ خَليلَ اللهِ.
24 ترَوْنَ إذًا أنَّهُ بالأعمالِ يتَبَرَّرُ الإنسانُ، لابِالإيمانِ وحدَهُ.
25 كذلكَ راحابُ الزّانيَةُ أيضًا، أما تبَرَّرَتْ بالأعمالِ، إذ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وأخرَجَتهُمْ في طَريقٍ آخَرَ؟
26 لأنَّهُ كما أنَّ الجَسَدَ بدونَ روحٍ مَيِّتٌ، هكذا الإيمانُ أيضًا بدونِ أعمالٍ مَيِّتٌ.
تعليق
عِشْ بمحبة
قالت الأم تريزا، "يأتي الفقراء إلينا جميعا بصور كثيرة. دعونا نتأكد من أننا لا نعطي ظهورنا لهم، في أي مكان نجدهم فيه. لأنه عندما ندير ظهرنا للفقراء، فنحن ندير ظهرنا ليسوع المسيح".
ليست محبة الفقير أمرا اختياريا زائدا. إنه شيء يقع في قلب العهد الجديد. إنه الدليل على الإيمان الحي: "فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَنًا تَفْعَلُونَ" (ع8). ومحبتك تظهر بحق بالذات فيما تفعله لأجل الفقراء (ع2-7)، والجائعين (ع15) والمحتاجين (ع16). "الرحمة الطيبة تربح الدينونة القاسية في كل مرة" (ع13، الرسالة).
عامل الغني والفقير على قدم المساواة. إن كنا نصنع تمييزا ضد الفقير، فقد صرنا "قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟" (ع4). تحيز الله، إن كان لديه أي تحيز، هو لصالح الفقراء (ع5).
يتابع يعقوب قائلا، "إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟" (ع15-16).
كمؤمنين بيسوع، نحن مدعوون لأن نعيش بصورة مختلفة. ينبغي أن تدلل أعمالك على وجود إيمانك. في كل أجزاء العهد الجديد، تسير هاتان الفكرتان معا. كما تفعل الكلمات والتصرفات؛ التبشير والبرهان؛ إيمان الأفراد وتغيير المجتمع.
يكتب يعقوب، "مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ ... هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ" (ع14، 17): "أليس هذا واضحا أن الكلام بطريقة الله بدون أعمال الله هو مجرد كلام فارغ شنيع؟" (ع17، الرسالة). بتعبير آخر، إن كان إيمانك لا يغير طريقة معيشتك، فهو ليس إيمانا حقيقيا على الإطلاق.
ويتابع يعقوب، "لا يمكنك فيما بعد أن تريني أعمالك بعيدا عن إيمانك بأكثر مما يمكنني أنا أن أُظهِر إيماني بعيدا عن أعمالي. الإيمان والأعمال، الأعمال والإيمان، ينسجمان معا مثلما ينسجم القفاز مع اليد" (ع18، الرسالة).
إنه يبرهن على أن مجرد الإيمان العقلي بالله ليس كافيا: "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ" (ع19).
من اللافت للنظر أن يستخدم يعقوب نموذج حياة إبراهيم، مثل بولس. استخدم بولس نموذج حياة إبراهيم ليبين ان التبرير يأتي بالإيمان. بينما يستخدم يعقوب حياته ليبين أن "الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ" (ع22).
يُعَدّ المثال الثاني الذي يقدمه يعقوب عن هذه "الوحدة التامة" مثالا غير معتاد أبدا. فهو يتطلع إلى تصرفات راحاب الزانية. فقد برهنت على إيمانها بالله بمساعدة الجاسوسين الإسرائيليين (أنظر يش2)، وبالتالي، "حُسبت بارة" نتيجة لهذا. طبعا لا يمكن مع هذا وصفها بأنها مواطنة نموذجية!
باستخدامها كمثال، يوضح يعقوب إنه لا يتكلم عن كسبنا أو ربحنا لطريقنا إلى الله بأن نكون أشخاصا صالحين. بل هو يبرهن على وجود "وحدة تامة بين الإيمان والأفعال" (يع25:2، الرسالة). لقد تصرفت راحاب بناءً على ما آمنت به. ويختم يعقوب، "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (ع26).
كما عبَّر جون كالفن عن هذا، "الإيمان وحده يبرر، لكن الإيمان الذي يبرر لا يوجد وحده أبدا". لا يمكنك أن تربح أو تستحق خلاصك. لن تَخْلُص بأعمالك الصالحة، لكنك تخلص لكي تعمل أعمالا صالحة (أف9:2-10). لا تتعارض رسالة يعقوب مع الرسول بولس (كما يقترح البعض). ليست النقطة التي يقصدها يعقوب هي إنه يمكنك أن تربح خلاصك بالأعمال الصالحة. بل، هو يقول إن الإيمان الحقيقي سوف يتبرهن بطريقة معيشتك.
يا رب، ساعدني حتى أحيا حياة المحبة وحتى أتصرف بصورة عاجلة لصالح الفقراء – محليا وعالميا.
حِزقيال 33:21-35:15
21 وكانَ في السَّنَةِ الثّانيَةِ عشَرَةَ مِنْ سبيِنا، في الشَّهرِ العاشِرِ، في الخامِسِ مِنَ الشَّهرِ، أنَّهُ جاءَ إلَيَّ مُنفَلِتٌ مِنْ أورُشَليمَ، فقالَ: «قد ضُرِبَتِ المدينةُ».
22 وكانتْ يَدُ الرَّبِّ علَيَّ مساءً قَبلَ مَجيءِ المُنفَلِتِ، وفَتَحَتْ فمي حتَّى جاءَ إلَيَّ صباحًا، فانفَتَحَ فمي ولَمْ أكُنْ بَعدُ أبكَمَ.
23 فكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
24 «يا ابنَ آدَمَ، إنَّ السّاكِنينَفيِ هذِهِ الخِرَبِ في أرضِ إسرائيلَ يتَكلَّمونَ قائلينَ: إنَّ إبراهيمَ كانَ واحِدًا وقَدْ ورِثَ الأرضَ، ونَحنُ كثيرونَ، لنا أُعطيَتِ الأرضُ ميراثًا.
25 لذلكَ قُلْ لهُمْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تأكُلونَ بالدَّمِ وتَرفَعونَ أعيُنَكُمْ إلَى أصنامِكُمْ وتَسفِكونَ الدَّمَ، أفَتَرِثونَ الأرضَ؟
26 وقَفتُمْ علَى سيفِكُمْ، فعَلتُمُ الرِّجسَ، وكُلٌّ مِنكُمْ نَجَّسَ امرأةَ صاحِبِهِ، أفَتَرِثونَ الأرضَ؟
27 قُلْ لهُمْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: حَيٌّ أنا، إنَّ الّذينَ في الخِرَبِ يَسقُطونَ بالسَّيفِ، والّذي هو علَى وجهِ الحَقلِ أبذِلُهُ للوَحشِ مأكلًا، والّذينَ في الحُصونِ وفي المَغايِرِ يَموتونَ بالوَبإ.
28 فأجعَلُ الأرضَ خَرِبَةً مُقفِرَةً، وتَبطُلُ كِبرياءُ عِزَّتِها، وتَخرَبُ جِبالُ إسرائيلَ بلا عابِرٍ.
29 فيَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ حينَ أجعَلُ الأرضَ خَرِبَةً مُقفِرَةً علَى كُلِّ رَجاساتِهِمِ الّتي فعَلوها.
30 «وأنتَ يا ابنَ آدَمَ، فإنَّ بَني شَعبِكَ يتَكلَّمونَ علَيكَ بجانِبِ الجُدرانِ، وفي أبوابِ البُيوتِ، ويَتَكلَّمُ الواحِدُ مع الآخَرِ، الرَّجُلُ مع أخيهِ قائلينَ: هَلُمَّ اسمَعوا ما هو الكلامُ الخارِجُ مِنْ عِندِ الرَّبِّ!
31 ويأتونَ إلَيكَ كما يأتي الشَّعبُ، ويَجلِسونَ أمامَكَ كشَعبي، ويَسمَعونَ كلامَكَ ولا يَعمَلونَ بهِ، لأنَّهُمْ بأفواهِهِمْ يُظهِرونَ أشواقًا وقَلبُهُمْ ذاهِبٌ وراءَ كسبِهِمْ.
32 وها أنتَ لهُمْ كشِعرِ أشواقٍ لجَميلِ الصَّوْتِ يُحسِنُ العَزفَ، فيَسمَعونَ كلامَكَ ولا يَعمَلونَ بهِ.
33 وإذا جاءَ هذا، لأنَّهُ يأتي، فيَعلَمونَ أنَّ نَبيًّا كانَ في وسطِهِمْ».
رعاة إسرائيل
1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «يا ابنَ آدَمَ، تنَبّأْ علَى رُعاةِ إسرائيلَ، تنَبّأْ وقُلْ لهُمْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ للرُّعاةِ: ويلٌ لرُعاةِ إسرائيلَ الّذينَ كانوا يَرعَوْنَ أنفُسَهُمْ. ألا يَرعَى الرُّعاةُ الغَنَمَ؟
3 تأكُلونَ الشَّحمَ، وتَلبَسونَ الصّوفَ وتَذبَحونَ السَّمينَ، ولا ترعَوْنَ الغَنَمَ.
4 المَريضُ لَمْ تُقَوّوهُ، والمَجروحُ لَمْ تعصِبوهُ، والمَكسورُ لَمْ تجبُروهُ، والمَطرودُ لَمْ تستَرِدّوهُ، والضّالُّ لَمْ تطلُبوهُ، بل بشِدَّةٍ وبعُنفٍ تسَلَّطتُمْ علَيهِمْ.
5 فتشَتَّتَتْ بلا راعٍ وصارَتْ مأكلًا لجميعِ وُحوشِ الحَقلِ، وتَشَتَّتَتْ.
6 ضَلَّتْ غَنَمي في كُلِّ الجِبالِ، وعلَى كُلِّ تلٍّ عالٍ، وعلَى كُلِّ وجهِ الأرضِ. تشَتَّتَتْ غَنَمي ولَمْ يَكُنْ مَنْ يَسألُ أو يُفَتِّشُ.
7 «فلذلكَ أيُّها الرُّعاةُ اسمَعوا كلامَ الرَّبِّ:
8 حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيثُ إنَّ غَنَمي صارَتْ غَنيمَةً وصارَتْ غَنَمي مأكلًا لكُلِّ وحشِ الحَقلِ، إذ لَمْ يَكُنْ راعٍ ولا سألَ رُعاتي عن غَنَمي، ورَعَى الرُّعاةُ أنفُسَهُمْ ولَمْ يَرعَوْا غَنَمي،
9 فلذلكَ أيُّها الرُّعاةُ اسمَعوا كلامَ الرَّبِّ:
10 هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا علَى الرُّعاةِ وأطلُبُ غَنَمي مِنْ يَدِهِمْ، وأكُفُّهُمْ عن رَعيِ الغَنَمِ، ولا يَرعَى الرُّعاةُ أنفُسَهُمْ بَعدُ، فأُخَلِّصُ غَنَمي مِنْ أفواهِهِمْ فلا تكونُ لهُمْ مأكلًا.
11 لأنَّهُ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا أسألُ عن غَنَمي وأفتَقِدُها.
12 كما يَفتَقِدُ الرّاعي قَطيعَهُ يومَ يكونُ في وسطِ غَنَمِهِ المُشَتَّتَةِ، هكذا أفتَقِدُ غَنَمي وأُخَلِّصُها مِنْ جميعِ الأماكِنِ الّتي تشَتَّتَتْ إليها في يومِ الغَيمِ والضَّبابِ.
13 وأُخرِجُها مِنَ الشُّعوبِ وأجمَعُها مِنَ الأراضي، وآتي بها إلَى أرضِها وأرعاها علَى جِبالِ إسرائيلَ وفي الأوديَةِ وفي جميعِ مَساكِنِ الأرضِ.
14 أرعاها في مَرعًى جَيِّدٍ، ويكونُ مَراحُها علَى جِبالِ إسرائيلَ العاليَةِ. هنالِكَ تربُضُ في مَراحٍ حَسَنٍ، وفي مَرعًى دَسِمٍ يَرعَوْنَ علَى جِبالِ إسرائيلَ.
15 أنا أرعَى غَنَمي وأُربِضُها، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
16 وأطلُبُ الضّالَّ، وأستَرِدُّ المَطرودَ، وأجبِرُ الكَسيرَ، وأعصِبُ الجَريحَ، وأُبيدُ السَّمينَ والقَويَّ، وأرعاها بعَدلٍ.
17 وأنتُمْ يا غَنَمي، فهكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا أحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاةٍ، بَينَ كِباشٍ وتُيوسٍ.
18 أهو صَغيرٌ عِندَكُمْ أنْ ترعَوْا المَرعَى الجَيِّدَ، وبَقيَّةُ مَراعيكُمْ تدوسونَها بأرجُلِكُمْ، وأنْ تشرَبوا مِنَ المياهِ العَميقَةِ، والبَقيَّةُ تُكَدِّرونَها بأقدامِكُم؟
19 وغَنَمي ترعَى مِنْ دَوْسِ أقدامِكُمْ، وتَشرَبُ مِنْ كدَرِ أرجُلِكُمْ!
20 «لذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لهُمْ: هأنَذا أحكُمُ بَينَ الشّاةِ السَّمينَةِ والشّاةِ المَهزولَةِ.
21 لأنَّكُمْ بَهَزتُمْ بالجَنبِ والكَتِفِ، ونَطَحتُمُ المَريضَةَ بقُرونِكُمْ حتَّى شَتَّتموها إلَى خارِجٍ.
22 فأُخَلِّصُ غَنَمي فلا تكونُ مِنْ بَعدُ غَنيمَةً، وأحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاةٍ.
23 وأُقيمُ علَيها راعيًا واحِدًا فيَرعاها عَبدي داوُدُ، هو يَرعاها وهو يكونُ لها راعيًا.
24 وأنا الرَّبُّ أكونُ لهُمْ إلهًا، وعَبدي داوُدُ رَئيسًا في وسطِهِمْ. أنا الرَّبُّ تكلَّمتُ.
25 وأقطَعُ معهُمْ عَهدَ سلامٍ، وأنزِعُ الوُحوشَ الرَّديئَةَ مِنَ الأرضِ، فيَسكُنونَ في البَرّيَّةِ مُطمَئنّينَ ويَنامونَ في الوُعورِ.
26 وأجعَلُهُمْ وما حَوْلَ أكَمَتي بَرَكَةً، وأُنزِلُ علَيهِمِ المَطَرَ في وقتِهِ فتكونُ أمطارَ بَرَكَةٍ.
27 وتُعطي شَجَرَةُ الحَقلِ ثَمَرَتَها، وتُعطي الأرضُ غَلَّتَها، ويكونونَ آمِنينَ في أرضِهِمْ، ويَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ عِندَ تكسيري رُبُطَ نيرِهِمْ، وإذا أنقَذتُهُمْ مِنْ يَدِ الّذينَ استَعبَدوهُم.
28 فلا يكونونَ بَعدُ غَنيمَةً للأُمَمِ، ولا يأكُلُهُمْ وحشُ الأرضِ، بل يَسكُنونَ آمِنينَ ولا مُخيفٌ.
29 وأُقيمُ لهُمْ غَرسًا لصيتٍ فلا يكونونَ بَعدُ مَفنيّي الجوعِ في الأرضِ، ولا يَحمِلونَ بَعدُ تعييرَ الأُمَمِ.
30 فيَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ إلهُهُمْ معهُمْ، وهُم شَعبي بَيتُ إسرائيلَ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
31 وأنتُمْ يا غَنَمي، غَنَمُ مَرعايَ، أُناسٌ أنتُمْ. أنا إلهُكُمْ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
نبوءة ضد أدوم
1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «يا ابنَ آدَمَ، اجعَلْ وجهَكَ نَحوَ جَبَلِ سعيرَ وتَنَبّأْ علَيهِ،
3 وقُلْ لهُ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأنَذا علَيكَ يا جَبَلَ سعيرَ، وأمُدُّ يَدي علَيكَ وأجعَلُكَ خَرابًا مُقفِرًا.
4 أجعَلُ مُدُنَكَ خَرِبَةً، وتَكونُ أنتَ مُقفِرًا، وتَعلَمُ أنّي أنا الرَّبُّ.
5 لأنَّهُ كانتْ لكَ بُغضَةٌ أبديَّةٌ، ودَفَعتَ بَني إسرائيلَ إلَى يَدِ السَّيفِ في وقتِ مُصيبَتِهِمْ، وقتِ إثمِ النِّهايَةِ.
6 لذلكَ حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إنّي أُهَيِّئُكَ للدَّمِ، والدَّمُ يتبَعُكَ. إذ لَمْ تكرَهِ الدَّمَ فالدَّمُ يتبَعُكَ.
7 فأجعَلُ جَبَلَ سعيرَ خَرابًا ومُقفِرًا، وأستأصِلُ مِنهُ الذّاهِبَ والآئبَ.
8 وأملأُ جِبالهُ مِنْ قَتلاهُ. تِلالُكَ وأوديَتُكَ وجميعُ أنهارِكَ يَسقُطونَ فيها قَتلَى بالسَّيفِ.
9 وأُصَيِّرُكَ خِرَبًا أبديَّةً، ومُدُنُكَ لن تعودَ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ.
10 لأنَّكَ قُلتَ: إنَّ هاتَينِ الأُمَّتَينِ، وهاتَينِ الأرضَينِ تكونانِ لي فنَمتَلِكُهُما والرَّبُّ كانَ هناكَ،
11 فلذلكَ حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لأفعَلَنَّ كغَضَبِكَ وكحَسَدِكَ اللَّذَينِ عامَلتَ بهِما مِنْ بُغضَتِكَ لهُمْ، وأُعَرِّفُ بنَفسي بَينَهُمْ عندما أحكُمُ علَيكَ،
12 فتعلَمُ أنّي أنا الرَّبُّ، قد سمِعتُ كُلَّ إهانَتِكَ الّتي تكلَّمتَ بها علَى جِبالِ إسرائيلَ قائلًا: قد خَرِبَتْ. قد أُعطيناها مأكلًا.
13 قد تعَظَّمتُمْ علَيَّ بأفواهِكُمْ وكثَّرتُمْ كلامَكُمْ علَيَّ. أنا سمِعتُ.
14 هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِندَ فرَحِ كُلِّ الأرضِ أجعَلُكَ مُقفِرًا.
15 كما فرِحتَ علَى ميراثِ بَيتِ إسرائيلَ لأنَّهُ خَرِبَ، كذلكَ أفعَلُ بكَ. تكونُ خَرابًا يا جَبَلَ سعيرَ أنتَ وكُلُّ أدومَ بأجمَعِها، فيَعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ.
تعليق
ارعَ الخراف
تكلم الرب ضد قادة إسرائيل – "رُعَاةِ إِسْرَائِيلَ" (2:34). واتهمهم بأنهم يعتنون فقط بأنفسهم ولا يعتنون بالقطيع (ع8). "الْمَرِيضُ لَمْ تُقَوُّوهُ، وَالْمَجْرُوحُ لَمْ تَعْصِبُوهُ، وَالْمَكْسُورُ لَمْ تَجْبُرُوهُ، وَالْمَطْرُودُ لَمْ تَسْتَرِدُّوهُ، وَالضَّالُّ لَمْ تَطْلُبُوهُ" (ع4).
قال الرب، "هأَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا ... أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْل" (ع11، 15-16).
تشبه رسالة الله لشعبه من خلال حزقيال رسالته من خلال يعقوب. قال الرب لحزقيال، "إنهم ينصتون إليك تتكلم ولكنهم لا يفعلون شيئا مما تقول ... يحبون سماعك تتكلم، لكن لا شيء ينتج عن هذا" (31:33- 32، الرسالة).
كيف ينبغي أن نعيش الآن؟ عندما نقارن الراعي الصالح بمن فشلوا في الاعتناء بالقطيع، يتضح إنه يوجد عدد من الأمور التي أنت مدعو للقيام بها:
- قوِّ الضعيف
نفعل هذا من خلال التعليم الجيد والتشجيع والصلاة وبناء المجتمع.
- اشفِ المريض
اكرم كل من هم في مهنة الطب وكل من يشتركون بفعالية في شفاء المرضى. يمكنك أن تضع الأيدي على المرضى وأن تصلي من أجلهم باسم يسوع.
- داوِ الجرحى واعصبهم
يوجد أشخاص كسيرون كثيرين في مجتمعنا – في السجون، والمشردين في الشوارع وحتى في حجرات الاجتماعات في الشركات. يعطيك روح الرب القدرة على أن تعصب منكسري القلوب بينما تصلي من أجلهم وتعانقهم وتصغي إليهم وتهتم بهم في مجتمعك.
- اطلب الضال
يوجد أبناء وبنات ضالون كثيرون ابتعدوا عن الآب، مثل الخراف الضالة التائهة. ساعدهم على الرجوع إلى ذراعي الآب.
- ابحث عن التائه
في بعض الأوقات قد يكون عليك أن تترك الخراف الأخرى لتبحث عن الخروف التائه، حتى تعيده إلى التوبة وتتسبب في المزيد من الفرح في السماء (لو1:15-7).
- ارعَ بعدل
اطلب العدل نيابة عن المظلومين والمحتاجين والفقراء. ينبغي أن ننقذ الأطفال والنساء والرجال من العبودية وأن نأتي بالمجرمين إلى العدالة، ونحرر الأسرى ونعتني بهم.
تندمج وعود الله بأن يرعى قطيعه بوعده بإرسال راعٍ جديد، "عَبْدِي دَاوُدُ" (حز23:34). يشير هذا الوعد رجوعا إلى الملك داود التاريخي، والذي كان أفضل راعٍ لإسرائيل حتى تاريخ هذه النبوة، لكنه يشير مقدما أيضا إلى "داود" أعظم سوف يحقق كل هذه الوعود – يسوع.
قال يسوع، "أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ" (يو14:10). ومن خلاله تنال "أَمْطَارَ بَرَكَةٍ" (حز26:34) والخلاص (ع27). إنه يقول، "وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، غَنَمُ مَرْعَايَ، أُنَاسٌ أَنْتُمْ. أَنَا إِلهُكُمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ" (ع31).
تنعم ببركاته. عِشْ حياة المحبة. قوِّ الضعفاء، اشفِ المرضى، اعصب الجريح، رُدّ الضالين، وابحث عن التائهين واعتنِ بالناس بعدل. هكذا ينبغي أن تعيش اليوم.
يا رب، لا تسمح أن أسمع كلماتك فقط، بل وأن أضعها موضع تنفيذ.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
يع13:2
"وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ".
أن تكون غافرا يفوق في أهميته أن تكون على حق.
آية اليوم
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.