اليوم 115

بديلك المحب

الكتاب المقدس المَزاميرُ 51:‏1-‏2 , 7
العهد الجديد لوقا 23:‏25-20
العهد القديم يَشوع 8:‏7

المقدمة

يخبرنا دافيد وايلز، المدير التنفيذي لمنظمة اتحاد طليعة الشباب، عن فتاة صغيرة تدعى ليز، كانت تعاني من مرض خطير ونادر. بدا أن فرصتها الوحيدة للشفاء تتمثل في نقل الدم لها من أخيها البالغ من العمر خمس سنوات، والذي نجا بمعجزة من نفس المرض وأنتج جسمه الأجسام المضادة اللازمة لهذا المرض. وضح الطبيب الوضع وسأل الصبي الصغير إن كان مستعدا لأن يعطي دمه لأخته. فتردد للحظة فقط قبل أن يأخذ نفسا عميقا وقال، "نعم، سأفعل إن كان هذا سينقذها".

وإذ بدأ نقل الدم، اضطجع على سرير بجوار أخته، وابتسم، كما ابتسموا جميعا، إذ رأوا خديها يتوردان ثانية. ثم شحب وجهه وذبلت ابتسامته. فنظر إلى الطبيب وسأله بصوت مضطرب، "هل أنا مقبل على الموت الآن؟"

لقد أساء الصبي فهم الطبيب. لقد ظن أنه سيعطي أخته كل دمه حتى ينقذها. لقد أحب الصبي أخته جدا حتى أنه كان مستعد لأن يموت بدلا عنها – مكانها.

الله يحبك. إن رسالة الكتاب المقدس الرائعة هي أن الله قد أتي إلى هذه الأرض في شخص ابنه، يسوع المسيح، ومات مكانك. يمكن أن تساعد الكلمات والصور والاستعارات والخيال والأمثلة التوضيحية (مثل موقف الصبي ذي الخمس سنوات) حتى نفهم ما حدث، ولكن لا يمكنها أبدا أن تصف بالكامل محبة الله التي لا توصف. لقد مات يسوع لأجل خطاياي. لقد مات بدلا مني ومنك (مر45:10).

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 51:‏1-‏2 , 7

1 اِرحَمني يا اللهُ حَسَبَ رَحمَتِكَ. حَسَبَ كثرَةِ رأفَتِكَ امحُ مَعاصيَّ.
2 اغسِلني كثيرًا مِنْ إثمي، ومِنْ خَطيَّتي طَهِّرني.

7 طَهِّرني بالزّوفا فأطهُرَ. اغسِلني فأبيَضَّ أكثَرَ مِنَ الثَّلجِ.
8 أسمِعني سُرورًا وفَرَحًا، فتبتَهِجَ عِظامٌ سحَقتَها.

تعليق

خطيتي

صرخ داود، "ارحمني يا الله" (ع1). لقد استخدمت هذا المزمور دائما كصلاة اعتراف. كتب داود هذا المزمور عندما أتى النبي ناثان ليواجهه بعدما أقترف داود الزنى مع بثشبع (ثم أخطأ بشكل مروع عندما حاول أن يغطي على فعله الأول).

  • لمن تصلي؟

تنبع هذه الصلاة طلبا لرحمة الله وغفرانه من فهم داود لشخصية الله. أنه يصلي، "اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ" (ع1).

  • بم تعترف؟

يعترف داود بإثمه (ع2)، ومعاصيه (ع1ب، 3أ) وخطيته (ع2ب، 3ب). أنه يقول، "هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" (ع5). لقد جاءت هذه الصلاة اعترافا بخطية محددة، لكن يعترف داود بمشكلة أعمق أيضا. ليست الخطية تصرفا طارئا يحدث بالمصادفة. أنها شيء متأصل في جميع البشر منذ لحظات حياتنا الأولى. يرغب الله في الحق "في الباطن" و"في السريرة" (ع6). أنه يريدك أن تكون أمينا، ومنفتحا عليه وحقيقيا معه بخصوص نفسك وخطاياك.

  • ماذا تطلب؟

يصرخ داود طالبا الرحمة. يطلب أن يتم غسله: "اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي" (ع2أ). يطلب تطهيرا: "ومن خطيتي طهرني" (ع2ب)، "طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ" (ع7أ). أطلب أن تمحى خطاياك: "أمح سجلي السيء" (ع1، الرسالة)، "وامح كل آثامي" (ع9ب). صل حتى تزال خطيتك بالكامل، بحيث لا يرى الله أي خطية: "اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ" (ع9أ).

  • ماذا ستكون النتيجة؟

يقول داود، "أَسْمِعْنِي سُرُورًا وَفَرَحًا، فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا" (ع8). لا شيء يماثل الفرح والسعادة والبهجة التي تلي الغفران. عرف داود أن الله، في رحمته ومحبته وعطفه، سيغفر. ما لم يره بوضوح، وما يعلنه العهد الجديد بالتمام، هو كيف جعل الله ذلك ممكنا.

صلاة

**أشكرك يا رب، لأنه عندما أعترف بخطاياي، فأنت تغسلني حتى أطهر وتغفر لي لأن يسوع مات لأجلي.**
العهد الجديد

لوقا 23:‏25-20

20 فناداهُمْ أيضًا بيلاطُسُ وهو يُريدُ أنْ يُطلِقَ يَسوعَ،
21 فصَرَخوا قائلينَ: «اصلِبهُ! اصلِبهُ!».
22 فقالَ لهُمْ ثالِثَةً: «فأيَّ شَرٍّ عَمِلَ هذا؟ إنّي لَمْ أجِدْ فيهِ عِلَّةً للموتِ، فأنا أؤَدِّبُهُ وأُطلِقُهُ».
23 فكانوا يَلِجّونَ بأصواتٍ عظيمَةٍ طالِبينَ أنْ يُصلَبَ. فقَويتْ أصواتُهُمْ وأصواتُ رؤَساءِ الكهنةِ.
24 فحَكَمَ بيلاطُسُ أنْ تكونَ طِلبَتُهُمْ.
25 فأطلَقَ لهُمُ الّذي طُرِحَ في السِّجنِ لأجلِ فِتنَةٍ وقَتلٍ، الّذي طَلَبوهُ، وأسلَمَ يَسوعَ لمَشيئَتِهِمْ.

تعليق

ذبيحة يسوع

لا يدور تقرير لوقا فقط حول تسجيل حقائق عن موت يسوع. أنه يسعى أيضا لأن يبين لنا الحق العجيب الكامن وراء موت يسوع. بعكس ذلك الطفل ذي الخمس سنوات، قدم يسوع حياته حقا ليخلصك ويخلصني. يساعدنا لوقا لنفهم حقيقة أن يسوع قد حل محلنا:

  • ماذا احتمل يسوع لأجلك؟

لقد تم الاستهزاء بيسوع (63:22؛ 11:23)، وضرب (63:22)، وتم توجيه السباب له (ع65)، واتُّهِم زورا (10:23)، واستخف به (ع11) وأخيرا صُلب (ع23). ويجمل لوقا الموقف بكلماته التي تثير القشعريرة أن بيلاطس "أَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ" (ع25).

  • من كان المسئول؟

يوضح لوقا المسألة أن الجميع؛ مسئولو المجمع ورئيس الكهنة ومعلمو الناموس (66:22)، كل الجماعة (1:23) وهيرودس وبيلاطس (66:22- 25:23) كل واحد منهم لعب دورا في هذا. (كان موت يسوع هو ما جعل هيرودس وبيلاطس أصدقاء – "صداقة قوية" (ع12، الرسالة) – قبل هذا، كانا عدوين. وجود عدو مشترك قد يجعل يقرب الغرباء الذين يتقاسمون السلطة في مكان واحد!) يقول لوقا أن رؤساء الكهنة والحكام والشعب (ع13) كان لديهم تفكير واحد: "فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ" (ع18). لا يمكن أن نلوم اليهود أو الرومان أو أي شخص آخر. ففي النهاية، كلنا مسئولون.

  • من هو ذاك الذي مات مكانك؟

لم يكن هذا "طرفا ثالثا" بريئا عاقبه الله بدلا منا. بل، جاء الله نفسه في شخص ابنه يسوع ليموت لأجلك ولأجلي. كان الله يفعل ما هو غير متوقع أبدا. كان اليهود ينتظرون المسيا والمخلص، لكن لم يتخيل أحد أنه سيكون الله بنفسه.

وصلت كنيسة العهد الجديد، الممتلئة بالروح القدس، إلى إدراك من كان يسوع. حيث نرى تفرد يسوع في الألقاب التي استعملها للدلالة عن نفسه.

إنه ابن الانسان. من الواضح أن لقب ابن الانسان الذي سيجلس عن يمين الله القدير (69:22) قد استخدمه يسوع هنا كلقب مسياني.

أنه المسيح الملك (2:23) – "ملك اليهود" (ع3) – المسيا الذي طال انتظاره.

اللقب الأكثر لفتا للانتباه، هو أنه ابن الله: عندما سألوا، "أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ" (70:22). من المرجح على ما يبدو أن يسوع كان يستخدم في الواقع اسم الله هنا (أنا هو) – وهو ادعاء مباشر بأن يسوع هو الله – مما قد يكون السبب وراء غضب الشيوخ الشديد من رده (ع71).

  • ما معنى أن يحل يسوع محلي؟

البريء يموت بدلا من المذنب. يسوع بريء؛ نحن المذنبون.

حتى بيلاطس، الذي اسلمه للموت، قال، "إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هذَا الإِنْسَان" (4:23). ويكرر مرة أخرى، "وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ ... وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ" (ع14-15). ثم يقول مرة ثالثة، "فَأَيَّ شَرّ عَمِلَ هذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ" (ع22). يوضح لوقا تماما أن يسوع قد مات بالتحديد لأنه كان ابن الله البريء (70:22-71).

ومن ناحية أخرى، كان بارباس، مثلنا، مذنبا. في حالته، كان بارباس مذنبا بإحداث فتنة وقتل (19:23، 25). يشير لوقا إلى البدلية الحادثة: "خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ" (ع18). "فَأَطْلَقَ لَهُمُ الَّذِي طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْل، الَّذِي طَلَبُوهُ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ" (ع25).

صلاة

**يا رب يسوع المسيح، كيف يمكنني أن أشكرك شكرا كافيا لأنك وأنت ابن الله متَّ مكاني – البريء بدلا من المذنب.**
العهد القديم

يَشوع 8:‏7

7 وأنتُمْ تقومونَ مِنَ المَكمَنِ وتَملِكونَ المدينةَ، ويَدفَعُها الرَّبُّ إلهُكُمْ بيَدِكُمْ.

تعليق

سيادة الله

الله لديه قصد من حياتك. أنه متحكم ومسيطر على الكون. أنه قادر أن يأخذ حتى الأمور السيئة التي قد فعلتها أنت أو التي حدثت لك ويحولها للخير (رو28:8).

في هذه الفقرة، نرى مثالا لهذا. فشل شعب الله في أخذ مدينة عاي (يش4:7). الآن يستخدم الله هذا الفشل السابق كجزء من خطة النصر (6:8-7). أحيانا يستخدم الله حتى خطاياك وأخطاءك الماضية للخير (مع أن هذا ليس عذرا لتكرارها، كما فعل إسرائيل بعدم سؤالهم الله بخصوص الجبعونيين، 14:9).

لقد حوَّل الله وبطريقة غاية في التفرد خطية وفشل الإنسانية اللذين أديا إلى صلب يسوع إلى أعظم انتصار في التاريخ. لم يكن الصليب خطأ. لقد كان جزءا من قصد الله السيادي حتى يصبح غفراننا وتطهيرنا وغسلنا وستر خطايانا بموت يسوع على الصليب لأجلنا ممكنا. الله إله محبة. "بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا" (1يو16:3).

صلاة

**يا رب، أشكرك لأنك في كل شيء تعمل للخير لأجل من يحبونك. أشكرك لأنه يمكنك أن تستخدم حتى الأمور السيئة للخير. أشكرك لأجل محبتك الرائعة المعلنة لي في يسوع المسيح، الذي وضع حياته لأجلي ومات مكاني كبديل عني**### مز1:51-9 هذا المزمور مزمور عظيم إن كنا نتفاعل بمشاعر حقيقية. لا يوجد تبرير للنفس. علينا أن نتحمل المسئولية حيال الأمور السيئة في حياتنا، وألا نلتمس الأعذار، وأن ندع الله يطهرنا منها. أنه أمر مُعَزِّي جدا أن نعرف أن داود، الذي أخطأ بشكل بشع للغاية، قد غُفِر له ووُصِف بأنه "رجل حسب قلب الله" (1صم14:13؛ أع22:13).

تعليق من بيبا

مز1:51-9

هذا المزمور مزمور عظيم إن كنا نتفاعل بمشاعر حقيقية. لا يوجد تبرير للنفس. علينا أن نتحمل المسئولية حيال الأمور السيئة في حياتنا، وألا نلتمس الأعذار، وأن ندع الله يطهرنا منها. أنه أمر مُعَزِّي جدا أن نعرف أن داود، الذي أخطأ بشكل بشع للغاية، قد غُفِر له ووُصِف بأنه "رجل حسب قلب الله" (1صم14:13؛ أع22:13).

آية اليوم

يَشوع 8:‏1

لا تخَفْ ولا ترتَعِبْ. .......

Thought for the Day

لقد جاء الله بنفسه في شخص ابنه يسوع ليموت من أجلك ومن أجلى.

Action for the Day

اعترف لله الآن بأخطائك مستعينًا بمزمور 51. اقبل غفران الله.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Introductory illustration from David Wiles, Stories from the Edge, (Monarch, 2010).

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more