اليوم 90

كيف تغلب مخاوفك

الكتاب المقدس المَزاميرُ 39:‏2 , 7 , 12
العهد الجديد لوقا 8:‏25-22
العهد القديم العَدَد 30: 1-2

المقدمة

أحيانا ما يسمى جيل الـ Y (الذين ولدوا بين عامي 1981 و2000) "بجيل الخوف". تغني للي ألين في واحدة من أكثر أغانيها شيوعا؛ "الخوف"، قائلة: "لم أعد أعرف ما هو الصواب وما هو حقيقي بعد... لأن الخوف قد استولى عليّ". \t تحمل كلمة "الخوف" معنيين في الكتاب المقدس – أحدهما صحي، والآخر غير صحي. بالمعنى الصحي للكلمة، غالبا ما تستخدم في سياق الحديث عن احترام الله وأحيانا احترام الناس (خاصة من كانوا في موضع سلطة).

وتعني بالمعنى السيء أن تكون خائفا. من المفترض بنا أن نخاف الله (بالمعنى الجيد) ولا نكون خائفين من أي شخص أو شيء آخر. يعيش الكثير من الناس اليوم في حالة عكس هذه. فهم لا يخافون الله لكن تمتلئ حياتهم بأنواع خاطئة من الخوف.

كيف تغلب مخاوفك؟

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 39:‏2 , 7 , 12

2 صَمَتُّ صَمتًا، سكَتُّ عن الخَيرِ، فتحَرَّكَ وجَعي.
7 «والآنَ، ماذا انتَظَرتُ يا رَبُّ؟ رَجائي فيكَ هو.
12 اِستَمِعْ صَلاتي يا رَبُّ، واصغَ إلَى صُراخي. لا تسكُتْ عن دُموعي. لأنّي أنا غَريبٌ عِندَكَ. نَزيلٌ مِثلُ جميعِ آبائي.

تعليق

كن أمينا بشأن مخاوفك

كلنا نختبر الخوف. يمكنك أن تحاول أن تكبت وتنكر مخاوفك أو يمكنك أن تكون أمينا ومنفتحا بشأنها.

يأتي داود أمام الله ومعه بعض الأسئلة الملتهبة. لقد حاول أن "يصمت ويسكن" (ع2) لكنه وجد أن "خوفه زاد" عندما لم يكن يتواصل مع الله (ع2).

لقد أدرك كم من الحياة الإنسانية يذهب سدى في القلق والخوف. غالبا ما يرتبط الخوف بالمال: "إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلاً يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا" (ع6). لكن، تنشغل أيضا معظم مخاوفنا بالألم والموت والحرمان من الحياة (ع4-5).

داود مهتم على وجه الخصوص بالألم الذي يراه من حوله وفي حياته شخصيا.لا يمكنه أن يفهم كيف يمكن لله أن يسمح به. وهو غاضب جدا من تصرفات الله لدرجة أنه يصلي قائلا، "اقْتَصِرْعَنِّي فَأَتَبَلَّجَ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ فَلاَ أُوجَدَ" (ع13).

وسط الإحباط واليأس يكون من الصحي والمفيد أن تعبر عن مشاغلك وأحزانك لله. يفهم الله أن الألم سيسبب لنا التشويش والحزن – فقد جاز بأسوأ ما في الألم لأجلنا.

لا يمدنا هذا المزمور بإجابة كاملة على هذه المخاوف المرتبطة بالألم. لكن، وفي صميم المزمور نفسه، وإذ وضع داود مخاوفه وقلقه وإحباطه أمام الله، نرى أنه يجد الإجابة في علاقته بالله. ويعلن داود له: "رَجَائِي فِيكَ هُوَ" (ع7). وصلاته عند النهاية هي اعتراف بأنه يعتمد تماما على الله ليحصل على إجابة:

صلاة

**"اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَارَبُّ، وَأصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي" (ع12). **
العهد الجديد

لوقا 8:‏25-22

22 وفي أحَدِ الأيّامِ دَخَلَ سفينَةً هو وتلاميذُهُ، فقالَ لهُمْ: «لنَعبُرْ إلَى عَبرِ البُحَيرَةِ». فأقلَعوا.
23 وفيما هُم سائرونَ نامَ. فنَزَلَ نَوْءُ ريحٍ في البُحَيرَةِ، وكانوا يَمتَلِئونَ ماءً وصاروا في خَطَرٍ.
24 فتقَدَّموا وأيقَظوهُ قائلينَ: «يا مُعَلِّمُ، يا مُعَلِّمُ، إنَّنا نَهلِكُ!». فقامَ وانتَهَرَ الرّيحَ وتَمَوُّجَ الماءِ، فانتَهَيا وصارَ هُدوُّ.
25 ثُمَّ قالَ لهُمْ: «أين إيمانُكُم؟». فخافوا وتَعَجَّبوا قائلينَ فيما بَينَهُمْ: «مَنْ هو هذا؟ فإنَّهُ يأمُرُ الرّياحَ أيضًا والماءَ فتُطيعُهُ!».

تعليق

استمر في الثقة في يسوع

ربما تكون هناك أوقات في حياتك عندما يبدو فيها الخوف غامرا. أحيانا يأتي مثل العاصفة المباغتة التي اجتاز بها التلاميذ (ع22-25).

يبدأ هذا المقطع بمزيج غير عادي من الحميمية والرهبة. يقول يسوع عن أتباعه أن "الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا" (ع21) ستكون لهم علاقة وثيقة معه. هؤلاء "أُمِّي وَإِخْوَتِي" (ع21).

الحميمية و"المخافة" (بمعناها الجيد) ليسا متعارضين – بل يكملان أحدهما الآخر. وهذا ينطبق على أفضل العلاقات – سواء في الزواج، في الصداقات الوثيقة أو مع الآباء والأبناء. حيث تقترن الحميمية الفائقة بالاحترام الصحي.

اختبر التلاميذ نوعين مختلفين من الخوف عندما كانوا في البحيرة مع يسوع. فعندما هبت عاصفة كانوا في "خطر عظيم" (ع23) وكانوا خائفين. فأيقظوا يسوع وقالوا، "يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ" (ع24أ).

"فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَتَمَوُّجَ الْمَاءِ، فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوُّء" (ع24ب). وقال لتلاميذه، "أين إيمانكم" (ع25أ). مرة أخرى نرى التضاد بين الخوف غير الصحيوالإيمان. قال لهم يسوع، "لم لم تتمكنوا من الوثوق بي؟" (ع25، الرسالة).

الإجابة على خوفهم بسيطة جدا ومع هذا فهي صعبة جدا أن نضعها موضع تنفيذ. لقد وجدت أنها درس ينبغي عليّ أن أستمر في تعلمه مرارا وتكرارا. وسط مخاوفك، استمر في الثقة في يسوع – استمر في وضع ثقتك فيه. أحيانا يهدئ يسوع العاصفة كما فعل هنا. أحيانا يترك العاصفة تهيج ويهدئك أنت.

كان تجاوب التلاميذ مع يسوع نوعا من الخوف الصحي – "رهبة تامة" (ع25ب، الرسالة)، دهشة واتضاع في محضر يسوع. وسأل كل منهم الآخر: "من هو هذا؟" (ع25). أجاب الرجل الذي به لجئون والذي شفاه يسوع على سؤالهم هذا. فيسوع هو "ابن الله العلي" (ع28).

عندما رأى رعاة الخنازير الرجل وقد شفي، "لاَبِسًا وَعَاقِلاً، جَالِسًا عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ، فَخَافُوا" (ع35) – "خافوا حتى الموت" (ع34، الرسالة). وطلبوا من يسوع أن يرحل "لأَنَّهُ اعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ" (ع37)– "تغيير كبير جدا، وسريع جدا حتى أنهم خافوا وذعروا" (ع37، الرسالة).

وكان هذا ثانية نوع خاطئ من الخوف. لقد كانوا خائفين لأنهم فقدوا الخنازير القيمة. فماذا سيحل بهم بعد هذا؟ لم يقدروا أن يروا قيمة حياة إنسان واحد وكم هي غالية. لقد رفضوا يسوع من الخوف، لكن لم يكن لدى يسوع خوف منهم أو من أي شخص آخر.

كان لدى يسوع طريقة شيقة للمتابعة. أراد الرجل الذي كان به اللجئون أن "يكون معه" (ع38). لكن، كانت طريقة يسوع أن يجعله ينخرط في إخبار الآخرين على الفور. فقال، "ارْجعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ اللهُ بِكَ. فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي الْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِكَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ" (ع39). إذ تقابل مع يسوع، تقابل مع الله. يبادل لوقا بين تعبيري، "بِكَمْ صَنَعَ اللهُ بِكَ" (ع39أ) و"بِكَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ" (ع39ب) يسوع هو الله. هذا هو السبب في كون يسوع هو الإجابة النهائية على كل مخاوفنا غير الصحية. لا تكن مغلوبا من الخوف بل اغلب خوفك بيسوع.

صلاة

**يا رب، أعطني الخوف الصحي – الرهبة، والدهشة والتواضع في محضر يسوع وأعطني إيمانا به يخلصني من كل مخاوفي غير الصحية**
العهد القديم

العَدَد 30: 1-2

1 وكلَّمَ موسَى رؤوسَ أسباطِ بَني إسرائيلَ قائلًا: «هذا ما أمَرَ بهِ الرَّبُّ:
2 إذا نَذَرَ رَجُلٌ نَذرًا للرَّبِّ، أو أقسَمَ قَسَمًا أنْ يُلزِمَ نَفسَهُ بلازِمٍ، فلا يَنقُضْ كلامَهُ. حَسَبَ كُلِّ ما خرجَ مِنْ فمِهِ يَفعَلُ.

تعليق

خف الله ولا شيء سواه

تعد الأحداث المذكورة في فقرة العهد القديم صادمة بشكل عميق لآذاننا العصرية. تبدو بعض الأجزاء من العهد القديم صعبة للغاية (مثلا، عد15:31-18). لا توجد إجابات سهلة على هذه المواضيع. أحيانا كل ما يمكننا القيام به هو أن نتمسك بما نعرفه عن محبة الله وصلاحه، وأن نثق في أنه توجد إجابة – حتى وإن كنا لا نفهمها بشكل كامل.

ما يمكننا أن نراه في تلك الأحداث هو أن شعب الله في العهد القديم كان لديه مخافة صحية تماما نحو الله. لم يكن دخول محضره حقاً مفروغ منه بالنسبة إليهم. فقد عرفوا أن إلههم المحب كان إله العدل ويأخذ الخطية والتمرد بجدية شديدة (عد31).

بالنسبة لنا نحن المسيحيون يكمن المفتاح في تفسير كل هذا في ضوء المسيح:

يسوع هو الذبيحة الوحيدة الكاملة عدد الثيران المتناقص كل يوم للذبح (عد29)، من13 إلى 7 إلى 1 يشير مقدما إلى زمان حيث لن تعود هناك حاجة لتقديم أي ذبيحة فيما بعد. فقد محا يسوع، الذبيحة الواحدة الكاملة، الحاجة لأي ذبائح فيما بعد.

في يسوع ليس هناك ذكر أو أنثى هذه التعليمات بخصوص الأقسام (عد30) يبدو أنها تمتحن وتحمي النساء وأنها تمييز ضدهم. نحتاج أن نتذكر أن معظم المجتمعات القديمة كانت مجتمعات ذكورية ، وكان الرجال يعتبرون قادة العائلة. وبالتالي فمن المحتمل أن تكون تلك التعليمات قد صيغت لتحمي النساء في مواقف حيث يتم منعهن من تتميم عهود أو أقسام يكونون قد قطعوها على أنفسهن.

لكن، نحتاج أن نقرا هذا بعيون العهد الجديد، وبالذات من خلال كلمات الرسول بولس – أنه في المسيح لا رجل ولا امرأة (غل28:3). تتجاوب هذه الفقرة في سفر العدد مع السياق الثقافي، وليس لكونها ترسخ مبدأ بخصوص الجنس.

قال يسوع "أحبوا أعداءكم" كما قرأنا عن الانتقام من المديانيين، يعد هذا تذكرة عن كيف يرى الله من يقودون الناس بعيدا عنه بجدية شديدة. يبدو أن المديانيين حاولوا أن يفعلوا هذا عن عمد، أولا من خلال الجنس، ثم من خلال المقاومة العسكرية (عد16:31؛ انظر أيضا ع18).

ومع هذا، ينبغي أن نقرا عمل الدينونة هذا بعدسات يسوع الذي قال، "أحبوا أعداءكم" (مت44:5). المفتاح لفهم كل هذا هو الصليب. فعند الصليب نرى ثانية كيف يرى الله الخطية بجدية شديدة، ومدى دينونته الكامل. ولكننا نرى أيضا أن رغبته التامة هي أن يباركنا ويفدينا كلنا.

يغير هذا تجاوبنا مع فقرات مثل هذه. يكتب بولس، "لا تنتقموا لأنفسكم" (رو19:12). بل علينا أن نحيا حياة المحبة. وكما يكتب ق. يوحنا، "لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجا" (1يو18:4). هذه هي الطريقة التي تغلب بها مخاوفك.

صلاة

**يا رب، أشكرك لأنه لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح كل خوف خارجا. ساعدني لأحبك وألا أخاف من أي شخص أو شيء آخر.**

تعليق من بيبا

مز4:39

لا أود أن أصلي مثلما صلى داود طالبا من الله أن يريه نهاية حياته وعدد أيامه. أود بالأحرى أن أختار أن أثق في الله فهوعندما يأخذني إلى المنزل سيكون هذا في الوقت الصحيح. لكنني أعي جيدا كم أن الحياة عابرة وكم تمضي بسرعة. وهذا يجعلني أتساءل حقا، هل أعمل كل ما ينبغي عليّ عمله كل يوم؟

آية اليوم

لوقا 8:‏24

فتقَدَّموا وأيقَظوهُ قائلينَ: «يا مُعَلِّمُ، يا مُعَلِّمُ، إنَّنا نَهلِكُ!». فقامَ وانتَهَرَ الرّيحَ وتَمَوُّجَ الماءِ، فانتَهَيا وصارَ هُدوُّ.

Thought for the Day

صلِّ .. ثق بالرب .. افرح به

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Lily Allen, ‘The Fear’ from It’s Not Me, It’s You (2008), Songwriters: Allen, Lily Rose / Kurstin, Greg. Lyrics © Universal Music Publishing Group, EMI Music Publishing

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more