أمثالٌ 8:‏12 , 19-17

تعليق

اطلب الحكمة من الله

الحكمة أمر قيم جدا: "عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ. قِنْيَةٌ فَاخِرَةٌ وَحَظٌّ. ثَمَرِي خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَمِنَ الإِبْرِيزِ، وَغَلَّتِي خَيْرٌ مِنَ الْفِضَّةِ الْمُخْتَارَةِ" (ع18-19). تتخطى قيمة الحكمة كل الثروة المادية في العالم. وبخلاف كل شيء آخر، وعلى عكس الثروة المادية، فإنها تدوم إلى الأبد (ع18).

في هذه الفقرة، نرى لماذا هي قيمة هكذا وكيف ينبغي أن نطلب من الله مثل هذه الحكمة:

تأتي الحكمة من الله تبدأ الحكمة بوجود علاقة مع الله. فهي تبدأ "بمخافة الرب" (ع13). "الخوف" يعني "الاحترام" ووعي عميق بحضور الله وهذا هو أساس كل حكمة.

الحكمة أمر نقي وجميل يقول كاتب سفر الأمثال، "مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ ... فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى، فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ" (ع13، 20). هذا هو اختبار الحكمة الحقيقية التي تأتي من الله. كما يكتب الرسول يعقوب، "وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ" (يع17:3).

تساعدك الحكمة في أن تقود بشكل حسن للحكمة أهمية خاصة بالنسبة للقادة. إن أردت أن تكون قائدا جيدا فأنت بحاجة إلى الحكمة والمنطق السليم: "بِي تَمْلِكُ الْمُلُوكُ، وَتَقْضِي الْعُظَمَاءُ عَدْلاً. بِي تَتَرَأَّسُ الرُّؤَسَاءُ وَالشُّرَفَاءُ، كُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ" (أم15:8-16).

الحكمة متاحة لك يعد الله بالحكمة لكل من يسعون وراءها: "أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي" (ع17). وكما يعبر الرسول يعقوب عن هذا، "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" (يع5:1). هذه صلاة يمكنك أن تكون متأكدا من أنها مستجابة.

صلاة

لوقا 7:‏39-37 , 48-44

تعليق

انظر لترى الناس بعيون حكيمة

هل حكمت حكما خاطئا من قبل بخصوص شخص معين وكان الحكم مبنيا فقط على المظهر الخارجي؟ نرى في الفقرة اليوم امرأة لها ماض، حيث كانت تبيع جسدها بالساعة إذ كانت عاهرة المدينة، وهي تغسل رجلي يسوع بشعرها، وتقبلهما وتسكب الطيب عليهما. وكان رد فعل الفريسيين هو الرد الطبيعي: "لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَاهِيَ! إِنَّهَاخَاطِئَةٌ" (لو39:7). ولكن يسوع، الذي كان "ممتلئا حكمة" (40:2) منذ أيامه الباكرة، استطاع أن يرى ما تحت السطح. فقد رأى حقيقة أن المرأة كانت تعبر عن محبتها الشديدة له لأنها عرفت كم غفر لها. ربما كان لها ماض سلبي لكن لديها مستقبل إيجابي ومبارك.

إننا نرى حكمة يسوع في كل من بصيرته الثاقبة في معاملته مع الناس وفي الطريقة التي اختار أن يعلّم بها. فهو يقول مثالا عن مدير بنك غريب الأطوار. فقد كان لديه زبونين. الواحد مدين ب5000جنيه استرليني، والثاني ب 50000. وقد ترك هذا المدير الدين لكل منهما بالكامل. ما من مدير بنك بشري قد يرجح أن يتصرف هكذا. ولكن هذا تماما هو شكل محبة يسوع. فكل خطاياك قد محاها الرب. وقد نلت غفرانا تاما. وكلما كان الدين عظيما، كلما كنت أكثر عرفانا وكلما عظمت محبتك ليسوع.

مكن هذا المثل سمعان الفريسي، بصورة تلقائية، أن يجيب بشأن ما يخصه (43:7). يشير يسوع بحكمة ولطف إلى أن سمعان لم يمنحه ترحيبا دافئا ولم يبد قدرا كبيرا من المحبة. كانت مشكلة سمعان هي أنه لم يدرك كم هو بحاجة إلى الغفران.

ومن الناحية الأخرى، أحبت المرأة يسوع كثيرا لأنها عرفت أنه قد غفر لها الكثير (ع47). لقد كانت مستعدة لأن تجازف بأن تُرفض في سبيل أن تقدم نفسها عمليا وعاطفيا وماديا.

لقد بكت كثيرا جدا حتى أنها، "ابْتَدَأَتْتَبُلُّقَدَمَيْهِبِالدُّمُوعِ" (ع38). ولكي ما تمسح قدميه، أرخت شعرها علنا (وهو أمر يعد مخزيا في الشرق في هذا الوقت). لقد سيطرت عليها عواطفها, غافلة تماماعن فكر الآخرين. لم تتوقف عن تقبيل قدميه من عمق الاحترام والتوقير.

ثم سكبت عطرا نادرا وغاليا (عادة ما يحفظ من أجل تعطير الرأس) على رجليه. لقد أحبت يسوع من كل قلبها. يسوع يرى قلبك، بدلا من ماضيك. فقد قال لها، "إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ" (ع50). تنبع محبتك من إيمانك. كما كتب الرسول بولس، "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ" (غل6:5).

ربما لم تكن لديك بداية جيدة في الحياة لكن لا يعني هذا أنه لا يمكنك أن تنهي الحياة بنهاية عظيمة. أيا كانت حياتك الماضية، مع يسوع يمكنك أن تبدأ بداية جديدة تماما ويكون لديك مستقبل عظيم. لست بحاجة لأن تمضي في حياتك مثقلا بالشعور بالذنب – بسبب علاقات سابقة أو بسبب مواقف معينة في ماضيك. في اللحظة التي تؤمن فيها بيسوع وتتوب، تُمحى كل خطاياك. من الهام جدا أن ما تعرفه في عقلك يتخلل إلى قلبك.

يريدك يسوع أن تعترف بأنك خاطئ. وأنك لا تستطيع أن تدفع ديونك. لكنه يغفر لك. لست بحاجة لأن تمضي مثقلا بالشعور بالذنب. اطلب من الروح القدس أن يملأك اليوم بفيض من المحبة لله وللآخرين.

صلاة

العَدَد 26:‏54-52

تعليق

أظهر الحكمة في القرارات العملية

يبدي موسى حكمة عملية تماما، إذ يعطي نصيبا من الأرض يتناسب مع حجم الجماعة (54:26). للأسف، لم يكن كل شخص حكيما مثل موسى. عندما كانوا في البرية تذمروا وتمردوا على الله.

ونتيجة لهذا، قال الله أنهم لن يدخلوا إلى أرض الموعد. وهذا هو بالضبط ما حدث. فمن كل من عُدوا في برية سيناء، "وَفِي هؤُلاَءِ لَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنَ الَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ الْكَاهِنُ حِينَ عَدَّا بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُمْ إِنَّهُمْ يَمُوتُونَ فِي الْبَرِّيَّةِ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلاَّ كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ" (ع64-65).

كما تقول الترنيمة:

يشوع بن نون وكالب بن يفنة كانا الاثنين الوحيدين الذين دخلا إلى أرض اللبن والعسل.

أظهرت بنات صلفحاد أيضا حكمة عظيمة في كونهن شجاعات وفي تكلمهن بمشكلتهن. فقد وقفن لأجل حقوق النساء (1:27- 11). فلو لم تفعلن هكذا، لربما اختلفت النتائج تماما. لقد كنّ على حق في التكلم بشجاعة.

تعامل موسى مع الموقف بحكمة عظيمة. فلم يتبع ببساطة عادات أيامه؛ لقد كان واسع الأفق بصورة رائعة. كانت لديه الحكمة بحيث لا يقوم بقرار متسرع بقوته هو، أو يساوي إرادة الله بالعادات القديمة.

إلا أن قلب حكمة موسى يكمن في تمييزه أن الحكمة الحقيقية تأتي من الله. مرارا وتكرارا، كان موسى يجلب مشكلات وتحديات الشعب إلى الله. فقد طلب معونة وإرشاد الله، وكان هذا ما جعله حكيما.

صلاة