المَزاميرُ 69:‏29-‏30

تعليق

صوات العبادة

الكتاب المقدس كتاب واقعي. توجد أوقات يكون فيها في "مسكين وكئيب" (ع29). لا يحاول داود أن يتجاهل المشاكل التي يواجهها. ومع هذا، هو لا زال يختار أن يعبد الله برغم الظروف. حتى في الأعماق، يمكنك أن تظل متأكدا ممن هو الله وتعبده – أيا كانت ظروفك.

يختم المزمور بصوت العبادة: "أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ ... تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ" (ع30، 34). العبادة لا تستمر على الأرض فقط، بل وفي السماء أيضا. عندما تعبد، أنت تنضم إلى أصوات السماء. هنا، نرى ثلاثة أوجه للعبادة:

العبادة تتضمن الإرادة

يقول داود، "أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ" (ع30). قد لا تشعر دائما بأنك تريد أن تعبد الله لكنه قرار تأخذه أنت؛ إنها عمل إرادي.

العبادة تسر الله

"فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ" (ع31).

العبادة تؤثر في الآخرين

"يَرَى ذلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ، وَتَحْيَا قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ" (ع32). لقد لاحظت كيف تحرك العبادة دائما من "يطلبون الله" في ألفا، ونتيجة لهذا "تحيا قلوبهم".

صلاة

أعمالُ الرُّسُلِ ‏2:‏4-2

تعليق

أصوات الروح القدس

هذا لك ولي. ليست خبرة يوم الخمسين مجرد حدث تاريخي؛ يمكن أن تكون حقيقة حاضرة بالنسبة لك (29:2). كما تنبأ يوئيل: "وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ ... بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي" (ع17-21). وهذا بالتأكيد يشملك أنت وأنا!

اطلب هذه الخبرة

تضمنت خبرة الروح القدس يوم الخمسين ثلاثة أشياء:

أولا، تضمنت قوة من الله. لقد سمعوا صوت عاصفة. لم تكن هذه عاصفة حقيقية. بل كان "صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ" (ع2). وكان الصوت كما لو كان يشبه عاصفة استوائية مطيرة ثقيلة. هذه هي قوة الله الشديدة لقد كانت العلامة الخارجية والمنظورة لحقيقة داخلية وروحية. تعني الكلمة العبرية "روح" حرفيا "نَفَس" أو "ريح". تستخدم "روح" في العهد القديم للدلالة على الروح القدس – روح الله. كان يوم الخمسين تتميما لما فعله يسوع عندما نفخ في التلاميذ وقال، "أقبلوا الروح القدس" (يو22:20).

وبأسمى صورة، تعد خبرة الروح القدس اختبار فيه محبة الله لك (رو5:5). إنها الطريقة التي تشعر بها بمحبة الله لك، بحيث يمكنك أن تقول مع الرسول بولس، "ابن الله ... الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل20:2). كما يقول ريك وارين، "حتى تشعر أنك محبوب من الله ... هي نقطة البداية لكل خدمة، وكل نهضة وكل تجديد وكل صحوة عظيمة".

الروح القدس هو من يمدنا بالقوة لأجل كل النهضات، وهو يفعل هذا بأسمى صورة يمكّن شعب الله من أن يشعروا ويختبروا ويعرفوا محبة الله في قلبهم. إنها نوع المعرفة التي تسافر من رأسك إلى قلبك.

ثانيا، وقد تضمنت هذه الخبرة نار من عند الرب. لقد رأوا نارا. مرة أخرى، لم تكن هذه نار حقيقية: "وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ" (3:2). كانت هذه علامة مرئية وخارجية تدل على حقيقة روحية داخلية. تمثل نار محبة الله قوة ونقاوة وشغف الله.

أينما كانت هناك خبرة الروح القدس، فسيجلب نارا جديدة وشغفا لحياتك.

ثالثا، تضمنت ألسنة من عند الله: "وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا" (ع4). كانت هذه لغات لم يتعلموها من قبل. تم التعرف على اللغات، وكان العالم المعروف كله ممثلا بهذه اللغات (ع5-11). كان هذا عكس للفوضى والتشتيت الذي حدث في بابل (تك1:11-9).

تجلب خبرة محبة الله من خلال الروح القدس وحدة للكنيسة. وإذ ندرك أن الروح القدس يعمل في الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت، يصبح هناك شفاء للانقسام ويصبح هناك اختبار مرئي للوحدة.

في يوم الخمسين حدثت ثلاثة ردود فعل (كلها نراها اليوم في خدمة الروح القدس). أول رد فعل كان الدهشة. "بهت الجميع" (أع7:2). رد الفعل الثاني هو الحيرة. "فَتَحَيَّرَ الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟" (ع12". رد الفعل الثالث هو السخرية. "وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ: إِنَّهُمْ قَدِ امْتَلأُوا سُلاَفَةً" (ع13).

ادرس تفسير ما حدث

شرح بطرس ما كان يحدث (ع14 إلخ).

أولا، واجه وقَلَب التفسير الزائف (ع15). قدم البعض تفسيرا طبيعيا لأمر فائق للطبيعة. ربما بدا الأمر كما لو كانوا سكارى لأنهم كانوا جذلين جدا ويتكلمون بلا توقف وباندفاع. لكن، لم يكن هذا سُكر بسبب الخمر بل سُكر رزين عفيف بالروح القدس – النوع الوحيد من السُكر الذي يتركك بدون ترنح!

ثم، قدم التفسير الصحيح (ع16 إلخ). بدأ بطرس حديثه بالإشارة إلى أن هذا أمر كتابي (سنرى بقية الشرح غدا). يرسم بعض الناس خطا فاصلا زائفا بين الكلمة والروح القدس. لكن الروح القدس هو كاتب كلمة الله. يشير العهد القديم – أي، كلمة الله – نحو هذا الانسكاب للروح القدس (ع16-20). بطرس، وهو من الروح القدس، يرجع إلى الكتاب المقدس. يجلب الروح القدس جوعا لكلمة الله.

صلاة

صَموئيلَ الثّاني ‏6:‏15-14

تعليق

أصوات احتفال

قبل أن ننظر على أصوات الاحتفال، يجدر بنا أن نلاحظ وجود ذكر آخر للصوت في هذه الفقرة. عندما سأل داود من الرب ما إذا كان ينبغي ان يذهب للهجوم، أجاب الرب أول مرة، "اذهب" (19:5). ثم، في المرة الثانية عندما سأل من الرب، أجابه الرب، "لاَ تَصْعَدْ بل ... عِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا، حِينَئِذٍ احْتَرِصْ" (ع23-24).

ليس واضح تماما ماذا يعني هذا. لكنه تعبير حي. ربما، يعني إنه ما ان تسمع أن الله يتحرك، عليك أن تتصرف بسرعة.

أعطى الله لداود النصرة، وأدى هذا لاحتفال كبير. "وَدَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ الرَّبِّ بِكُلِّ أَنْوَاعِ الآلاَتِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ، بِالْعِيدَانِ وَبِالرَّبَابِ وَبِالدُّفُوفِ وَبِالْجُنُوكِ وَبِالصُّنُوجِ" (5:6). لابد وأن هذا كان صاخبا جدا!

رقص داود وعبد الله بطريقة تعبر عن عواطف جياشة جدا: "وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَكَانَ دَاوُدُ مُتَنَطِّقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ" (ع14). كانت زوجة داود، ميكال، محرجة و"احتقرته في قلبها" (ع16) لأجل إظهاره شغفه.

فيجيب داود بأنه سوف يستمر يعبد الله حتى بأكثر شغف وجرأة من ذي قبل: "فَقَالَ دَاوُدُ لِمِيكَالَ: ... وَإِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذلِكَ وَأَكُونُ وَضِيعًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِي، وَأَمَّا عِنْدَ الإِمَاءِ الَّتِي ذَكَرْتِ فَأَتَمَجَّدُ" (ع21-22).

هنا، نرى نموذجا كتابيا عن احتفال عالي الصوت وبلا كبح للجماح. هناك تحذير في هذه الفقرة من احتقار أو الاستهزاء بالطريقة التي يعبر بها الآخرون عن عبادتهم للرب (ع23). طبعا، ينبغي أن نتجنب المبالغة من أجل الظهور. لكن حيوية داود أتت من القلب وكانت تصرفا أصيلا يعبر عن الاحتفال.

نحتاج أن نكون حساسين نحو من هم حولنا – خاصة، مثلا، في أسابيع ألفا الأولى عندما كان هناك الكثير من الناس الموجودين وغير المعتادين على العبادة الحيوية. لكن، عامة ينبغي أن تشعر بحرية في أن تعبر عن عبادتك لله بالشغف الذي تريده، وأنت غير قلق بشأن ما قد يظنه بك الآخرون.

صلاة