اليوم 111

أهلا بك يا الله! أنا فلوري شور

الكتاب المقدس المَزاميرُ 49:‏9-7 , 17-15
العهد الجديد لوقا 20:‏36-35
العهد القديم التَّثنيَة 33:‏27أ

المقدمة

قابلنا منذ بضعة سنوات جوي كارول واليس. وهي واحدة من أوائل السيدات اللائي خدمن كقسوس. وأخبرتنا بقصة وقعت أحداثها عندما كانت قسيسة أنجليكانية في بريكستون، لندن. كانت هناك سيدة تقية جدا من أعضاء الكنيسة تبلغ من العمر سبعة وثمانين سنة، وتدعى فلوري شور، وكانت قد قامت بإجراء عملية جراحية خطيرة. وقيل لها أن احتمالات شفائها قليلة جدا.

حمدا لله، مرت الجراحة بنجاح. وإذ فتحت عينيها، كان أحد أول الأشياء التي رأتها صورة مشوشة لطبيبها، مرتديا معطفه الأبيض.

فابتسمت وقالت، "أهلا بك يا الله! أنا فلوري شور".

علقت جوي أن هذا برهن على أمرين. أولا، بين تواضع فلوري. فلم تكن تتوقع أن الله يعلم من كانت. ثانيا، بين الموقف يقينها التام بخصوص القيامة وقناعتها بمصيرها النهائي. كان يقينها من جهة القيامة مبنيا على حجر أساس المسيحية: قيامة يسوع المسيح في أول أيام الفصح. نفس القوة التي أقامت يسوع من الأموات تعيش فيك الآن من خلال الروح القدس (أنظر أف18:1-23).

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 49:‏9-7 , 17-15

7 الأخُ لن يَفديَ الإنسانَ فِداءً، ولا يُعطيَ اللهَ كفّارَةً عنهُ.
8 وكريمَةٌ هي فِديَةُ نُفوسِهِمْ، فغَلِقَتْ إلَى الدَّهرِ.
9 حتَّى يَحيا إلَى الأبدِ فلا يَرَى القَبرَ.

15 إنَّما اللهُ يَفدي نَفسي مِنْ يَدِ الهاويَةِ لأنَّهُ يأخُذُني. سِلاهْ.
16 لا تخشَ إذا استَغنَى إنسانٌ، إذا زادَ مَجدُ بَيتِهِ.
17 لأنَّهُ عِندَ موتِهِ كُلَّهُ لا يأخُذُ. لا يَنزِلُ وراءَهُ مَجدُهُ.

تعليق

الحياة بعد الموت

هناك فارق صارخ بين الحياة بدون الله والحياة مع الله.

  • الحياة بدون الله

يميل من يعيشون بدون الله لأن يثقوا في النهاية إما في الثروة (ع6أ) أو في أنفسهم (ع13أ). وتتسم هذه الثقة بالبحث عن الحالة. فالأغنياء "بِكَثْرَةِ غِنَاهُمْ يَفْتَخِرُونَ" (ع6ب) ويستخدمون المال ليثيروا إعجاب الآخرين بممتلكاتهم (ع16). قد يسموا حتى الأراضي بأسمائهم (ع11أ).

ويتمتعون بمديح الآخرين (ع18ب) ويعدون أنفسهم "مباركين" (ع18أ). وقد يحاولون أن يستخدموا ثروتهم "ليفتدوا" أنفسهم من الموت (ع7). لكن لا يوجد مقدار كاف من المال أبدا (ع8). في النهاية، كل هذا عقيم لا طائل منه لأن الثروة تؤول في النهاية لآخرين (ع10ب). "لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ، إِذَا زَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ. لأَنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كُلَّهُ لاَ يَأْخُذُ" (ع16-17أ). ما نفع كل هذا إن كنا "غَدَاةً وَصُورَتُهُمْ تَبْلَى" (ع14).

الحياة مع الله

في المقابل، إن عشت الحياة مع الله فلن تكون هناك حاجة للبحث عن الوضع. هذا لأن وضعك يتحدد ليس بنجاحك في تكويم الثروة، بل بمعرفتك لمن تنتمي وكم أنت ثمين بالنسبة له.

لقد تم دفع فديتك (ع7ب) وقد أفتُديت – وصار مستقبلك مؤمنا: "إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي. سِلاَهْ" (ع15).

الحياة مع الله تعني أنك سوف "تحْيَا إِلَى الأَبَدِ فَلاَ ترَى الْقَبْرَ" (ع9). يقول المرنم، "لِمَاذَا أَخَافُ" (ع5). الخوف هو شعور انساني طبيعي. لكن مع الله يمكنك أن تواجه مخاوفك بثقة لأنه يمكنك أن تثق في الله تماما بالنسبة لهذه الحياة والحياة الآتية.

هنا واحدة من الإشارات القليلة في العهد القديم عن الحياة بعد الموت. الكاتب واثق من أن ألله "يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي" (ع15). لا تنتهي الحياة مع الله بالموت، بل تستمر إلى الأبد. كان المرنم واثقا من هذا، حتى رغم أنه لم يكن يعرف كيف كان هذا ممكنا. لقد انكشفت الإجابة من خلال قيامة يسوع.

صلاة

**يا رب، أشكرك لأجل قوة قيامتك، التي تحيا فيّ الآن. أشكرك لأنك تنتشلني من قبضة الموت وتأخذني إليك.**
العهد الجديد

لوقا 20:‏36-35

35 ولكن الّذينَ حُسِبوا أهلًا للحُصول علَى ذلكَ الدَّهرِ والقيامَةِ مِنَ الأمواتِ، لا يُزَوِّجونَ ولا يُزَوَّجونَ،
36 إذ لا يستطيعونَ أنْ يَموتوا أيضًا، لأنَّهُمْ مِثلُ المَلائكَةِ، وهُم أبناءُ اللهِ، إذ هُم أبناءُ القيامَةِ.

تعليق

الموتى سيقومون

عندما نبدأ نفكر في القيامة والحياة بعد الموت، يصبح من الصعب أن تتخيل كيف ستكون. كيف سيكون شكل الناس؟ ما نوع الجسد الذي سيكون لديك؟ كيف سنتواصل مع بعضنا البعض؟

أحيانا يستخدم الناس هذه الأنواع من الأسئلة ليوحوا بأن فكرة القيامة خيالية بل وحتى سخيفة. انتمى الصدوقيون إلى فرقة من "الَّذِينَ يُقَاوِمُونَ أَمْرَ الْقِيَامَةِ" (27:20). لقد أتوا إلى يسوع بسؤال من تلك النوعية المخادعة عن امرأة كان لها سبعة أزواج، سائلين باستهزاء كيف سيتفق هذا كله مع القيامة.

أجاب يسوع بأن أوضح لهم أن سؤالهم هو سؤال معيب لأنهم يفكرون بطريقة فكرية بحسب هذا العالم. ستغير القيامة كل علاقاتنا وبالتالي ستزول الحاجة لزواج كوسيلة لاستمرار نسل العائلة (ع34-36).

يجيب يسوع السؤال، لكنه يتابع ليخاطب المشكلة الحقيقية. لم يتأثر الصدوقيون من الإشارات عن القيامة في العهد القديم لأنهم أعطوا كل الثقل للخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس (أسفار موسى).

فأخذهم يسوع، في منطقتهم الخاصة، بأن اقتبس من أحد هذه الأسفار: "وَأَمَّا أَنَّ الْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضًا فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ: اَلرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ" (ع37-38). من الواضح جدا أن يسوع يؤمن، ليس فقط بقيامته هو، بل وكذلك "بقيامة على نطاق أوسع للأموات" (ع35). "إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ" (ع36).

طبعا، كل شيء يعتمد على يسوع لكونه من قال أنه هو. يشير يسوع إلى أنه ليس فقط ابن داود، بل إنه أيضا رب داود (ع41-44). إن كان يسوع ربا، فيمكنك أن تكون متأكدا من تأكيده أن "الموتى يقومون" (ع37).

إن كنت تؤمن حقا بالقيامة فهذا يغير موقفك من نحو كل شيء في الحياة، بما في ذلك ممتلكاتك. مثل الأرملة (1:21- 4) أنت في مواجهة تحدي أن تكون كريما في حياتك، لا تتمسك بشدة بما تمتلك وفي نهاية المطاف، سيبقى التحدي أن تكون مستعدا لأن تتخلى عن كل ما لديك في هذه الحياة.

علاوة على ذلك، سيكون لديك منظور مختلف تماما عن هذه الحياة. حيث يوجد رجاء حقيقي في وجه مأساة الموت. فهذه الحياة ستصبح ما هي إلا بداية.

صلاة

**يا رب، أشكرك جدا لأنك مت لأجلي وأشكرك من أجل الرجاء الرائع الذي عندي بقيامتك. أشكرك لأن نفس القوة التي أقامت يسوع من الأموات سوف تقيمنا نحن أيضا.**
العهد القديم

التَّثنيَة 33:‏27أ

27 الإلهُ القَديمُ مَلجأٌ، والأذرُعُ الأبديَّةُ مِنْ تحتُ. .....

تعليق

الأذرع الأبدية

إن كان هناك شخص كانت نهاية حياته جيدة، فهذا الشخص هو موسى: "وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ" (تث7:34). لقد عاش حياة عرف فيها الرب "وجها لوجه" (ع10).

لقد استخدم الله موسى بشكل عظيم: "وَفِي كُلِّ الْيَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ الْمَخَاوِفِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ" (ع12).

واحدة من التحديات العظيمة في الحياة هو أن تختم حياتك حسنا. وجزء من الختام الحسن هو التخطيط لمن يخلف القيادة في المسيرة.

لقد ختم موسى حسنا. فقد خطط أن يخلفه يشوع: "وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ، إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ، فَسَمِعَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى" (ع9). هذا واحد من الأمثلة القليلة على تمرير مسحة الله من جيل إلى الجيل الذي يليه.

قبل أن يموت، بارك موسى كل الأسباط المختلفة ببعض الكلمات غير العادية. فمثلا، قال عن بنيامين، "حَبِيبُ الرَّبِّ يَسْكُنُ لَدَيْهِ آمِنًا. يَسْتُرُهُ طُولَ النَّهَارِ، وَبَيْنَ مَنْكِبَيْهِ يَسْكُنُ" (12:33).

وإذ وصل إلى النهاية، وقد بارك كل سبط، قال، "لَيْسَ مِثْلَ اللهِ يَا يَشُورُونُ. يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ. الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ" (ع26-27أ).

ربما أدرك موسى أن الموت لم يكن النهاية. لقد وثق في الله الأزلي وقد عرف أن أذرعه أبدية. هذا بالطبع لا يزيل تماما الألم والحزن الناتج عن الموت. فقد بكى الشعب وناح عندما مات موسى (8:34أ). من الطبيعي والمهم أن نحزن وأنه أمر حيوي أن نفعل هذا. مشاعرك هي عطية من الله ولا ينبغي كبتها.

لكن، هناك فرق بين الحزن بلا رجاء، وحزن المؤمن الذي لديه رجاء في القيامة (1تس13:4). لقد ذهبت إلى جنازات وخدمات تذكارية كثيرة عبر السنين، وغالبا ما تكون الكلمات الافتتاحية هي هذه الكلمات العظيمة المطمئنة والمعزية والقوية: "الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ" (27:33أ).

صلاة

**يا رب، ليتني أعيش، مثل موسى، في علاقة وثيقة معك، وأعرف أن الإله الأزلي هو ملجأي وتحتي أذرعه الأبدية.**

تعليق من بيبا

تث26:33-27أ

"َليْسَ مِثْلَ اللهِ يَا يَشُورُونُ. يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ. الإِلهُ الْقَدِيمُ مَلْجَأٌ، وَالأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ مِنْ تَحْتُ"

كلمات معزية عندما نواجه أوقاتًا صعبة.

آية اليوم

التَّثنيَة 33:‏27

الإلهُ القَديمُ مَلجأٌ، والأذرُعُ الأبديَّةُ مِنْ تحتُ......

Thought for the Day

نفس القوة التي أقامت يسوع من بين الأموات تعيش الآن فيك من خلال الروح القدس.

Action for the Day

تأمل اليوم في امكانية أن يُحدث رجاؤك في الأبدية تغييرًا في حياتك اليومية.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • HOST'S INTRO
  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS
  • HOST'S OUTRO

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more