اليوم 134

مع الله.. الأمر ممكن

الكتاب المقدس المَزاميرُ 60:‏11-‏12
العهد الجديد يوحَنا 8:‏12-‏14 , 29-28
العهد القديم القُضاة 18:‏1

المقدمة

كنت في الثامنة عشر عندما تقابلت مع يسوع لأول مرة. وأنا أتذكر حوارا متميزا أجريته مع قائد مسيحي بعد هذا بقليل. قلت كم كنت سعيدا لأنني لم أصبح مسيحيا قبل هذا، حيث كنت قادرا أن أختبر الفرق بين الحياة بدون الله والحياة مع الله. فأوضح لي خطأ هذه الطريقة للتفكير لأنه كلما اختبرنا الحياة مع الله مبكرا، كلما كان هذا أفضل.

وأنا إذ أنظر على حياتي السابقة الآن، أرى حكمة كلامه. إنني ممتن جدا لله لأن أطفالنا يقدرون أن ينظروا على حياتهم السابقة ويقولون إنه لم يكن هناك وقت أبدا في حياتهم كانوا فيه "بدون الله".

على مر السنين، تقابلت مع المئات من الناس الذين تقابلوا مع يسوع في ألفا. وهم يقارنون حياتهم بدون الله مع حياتهم مع الله. هناك شعور بفرحة وراحة عميقتين، وغالبا ما يكون هناك ندم على أنهم لم يبدأوا حياتهم مع الله في وقت مبكر.

لقد خُلِقنا لنحيا في علاقة مع الله. بدون هذا، لن يكون للحياة معنى حقيقي. أن تكون مع الله هو أمر أكثر أهمية مما تفعله أنت لأجل الله. مع الله، كل شيء ممكن.

الكتاب المقدس

المَزاميرُ 60:‏11-‏12

11 أعطِنا عَوْنًا في الضّيقِ، فباطِلٌ هو خَلاصُ الإنسانِ.
12 باللهِ نَصنَعُ ببأسٍ، وهو يَدوسُ أعداءَنا.

تعليق

احرز النصرة

بالمقارنة مع معونة الله، سنجد أن معونة الانسان بلا قيمة. يقول داود، "بِاللهِ نَصْنَعُ بِبَأْسٍ" (ع12). لقد كان يتكلم عن المعارك المادية. يكتب الرسول بولس أن معاركنا الرئيسية ليست مع ما هو مادي. إنها ليست مع "لحم ودم، بل ... مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف12:6).

يصلي داود، "خَلِّصْ بِيَمِينِكَ وَاسْتَجِبْ لِي ... أَعْطِنَا عَوْنًا فِي الضِّيقِ، فَبَاطِلٌ هُوَ خَلاَصُ الإِنْسَانِ. بِاللهِ نَصْنَعُ بِبَأْسٍ" (مز5:60، 11-12أ).

صلاة

**يا رب، أشكرك لأنه معك أستطيع أن أطمئن. في كل المعارك التي أواجهها اليوم، أثق فيك.**
العهد الجديد

يوحَنا 8:‏12-‏14 , 29-28

12 ثُمَّ كلَّمَهُمْ يَسوعُ أيضًا قائلًا: «أنا هو نورُ العالَمِ. مَنْ يتبَعني فلا يَمشي في الظُّلمَةِ بل يكونُ لهُ نورُ الحياةِ».
13 فقالَ لهُ الفَرّيسيّونَ: «أنتَ تشهَدُ لنَفسِكَ. شَهادَتُكَ لَيسَتْ حَقًّا».
14 أجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: «وإنْ كُنتُ أشهَدُ لنَفسي فشَهادَتي حَقٌّ، لأنّي أعلَمُ مِنْ أين أتَيتُ وإلَى أين أذهَبُ. وأمّا أنتُمْ فلا تعلَمونَ مِنْ أين آتي ولا إلَى أين أذهَبُ.

28 فقالَ لهُمْ يَسوعُ: «مَتَى رَفَعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينَئذٍ تفهَمونَ أنّي أنا هو، ولَستُ أفعَلُ شَيئًا مِنْ نَفسي، بل أتَكلَّمُ بهذا كما عَلَّمَني أبي.
29 والّذي أرسَلَني هو مَعي، ولَمْ يترُكني الآبُ وحدي، لأنّي في كُلِّ حينٍ أفعَلُ ما يُرضيهِ».

تعليق

اعمل على مسرة الله

هل تدرك أنه يمكنك أن تتسبب في مسرة الله؟ يقول يسوع، "لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ" (ع29). ينبغي أن يكون هذا هو هدفنا في الحياة – أن نسر الله.

لقد كانت حياة يسوع نموذجا لنا عن الحياة مع الله. فهو يقول، "لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (ع16). ويقول أيضا، "وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي" (ع29أ). في كل هذه الفقرة، نكتشف شيئا عن علاقة يسوع مع أبيه.

يقول يسوع، "لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ" (ع14). يصارع أشخاص كثيرون في الحياة لأنهم لا يعلمون من أين أتوا أو إلى أين يتوجهون. إنهم يصارعون مع عدم وجود هدف واتجاه في حياتهم. في العلاقة الوثيقة مع الله، يمكنك أن تعرف من أين أتيت وإلى أين أنت متجه في النهاية.

كانت علاقة يسوع مع الآب هي المصدر أيضا لقصده وتوجهه يوما بعد يوم. فهو يقول، "وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي" (ع28). وقال أيضا، "وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي" (ع29أ).

هذا هو النموذج الذي يجب أن نتبعه. كان الله مع يسوع. علم يسوع إنه لم يكن وحده أبدا. لا يوجد ولا شيء واحد فعله بدون الله. في كل لحظة كانت رغبته أن يُسِرّ الله: "لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ" (ع29ب). هذا هو ما أعطى حياته تلك القوة والفاعلية. "وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ" (ع30).

لم يكن يسوع مع الله فقط، بل لقد كان هو الله.

مرتان في فقرة اليوم يقول يسوع، "أنا هو" (24:8، 28). الكلمات المترجمة "أنا هو" هي نفس الكلمات المستخدمة في الترجمة اليونانية لخر14:3-16. حيث أعلن الله نفسه لموسى هناك باسم "أكون الذي أكون". جاء هذا الاسم ليعبر عن كل من هوية الله وقرب الله من شعبه بقوة.

يستخدم يسوع هذا الاسم عن نفسه. نحن لا نمتلك خاصية الوجود. نحن نولد ونموت. أننا ننال خاصية الوجود من الله. يسوع هو الوجود. إنه يخبر الناس أن الله قد جاء فيه مرة ثانية ليكون بقربهم. يسوع هو عمانوئيل، الله معنا.

إذ ننظر على الصليب يقول يسوع إننا سنجد هناك أوضح برهان على هويته: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي" (يو28:8).

كان يسوع واثقا تماما من هويته. يكمن مفتاح ثقة يسوع وهويته في علاقته مع الآب. نفس الشيء ينطبق عليك. إذ تقضي الوقت مع الآب في الصلاة، في العبادة أو في قراءة الكتاب المقدس، سينمو حسك بهويتك وثقتك فيمن تكون أنت في الله. يمكنك أن تعرف من أين أتيت وإلى أين أنت متجه.

لا يهم ما يقوله الناس عنك، يمكنك أن تسير بثقة وبرأس مرفوعة. فهويتك هي في المسيح. إنها تتجذر فيما يقوله عنك وفي حضوره معك.

صلاة

**أيها الآب، أشكرك لأنك معي، وأنك لم تتركني وحدي. ساعدني، مثل يسوع، دائما لأفعل ما يسرك ولكي ما أتكلم دائما بما علمتني إياه فقط.**
العهد القديم

القُضاة 18:‏1

1 وفي تِلكَ الأيّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ في إسرائيلَ، ........

تعليق

اسطع بنور الله

من الأعمال الوحشية التي اقترفتها داعش – مثل قطع الرؤوس وصلب الضحايا الأبرياء، والاعتداء على الأطفال على مستوى واسع، والشرور الفظيعة المتمثلة في الإتجار بالبشر وعبودية العصور الحديثة – ندرك أننا نعيش في عالم مظلم. لكننا لسنا بلا رجاء. مع الله، يمكن للنور أن يطرد الظلمة.

كانت إسرائيل في فترة مظلمة من تاريخها. لقد دُعِي الشعب لأن يسير في علاقة وثيقة مع الله – تحت الحكم والسيادة المباشرة لله بصفته ملكهم. لو كانوا عاشوا هكذا لما احتاجوا لملك بشري.

لكن، كانوا يعيشون في هذا الوقت في أسوأ سيناريو ممكن للأحداث. لم يكونوا يعيشون تحت مُلك الرب، ولم يكن لديهم حتى مَلِك بشري يحفظ النظام ويكبح الفوضى.

لقد كانت أياما كئيبة. "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ" (1:18؛ 1:19). فتحولوا إلى عبادة الأوثان (إصحاح 18). ونقرأ تقريرا محبطا عن تجاوزات الشر لأرض بلا قانون. تسبب الاغتصاب الوحشي والاعتداء وتقطيع المرأة في أن يقول كل من رأى هذا، "لَمْ يَكُنْ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ هذَا مِنْ يَوْمِ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. تَبَصَّرُوا فِيهِ وَتَشَاوَرُوا وَتَكَلَّمُوا" (30:19). كان هذا زمن ظلمة تامة، زمن عاشوا فيه بدون الله.

ومع أن هذا كان وقت قباحة ووحشية شنيعة كهذه، إلا أنه لم يكن الحدث الوحيد من نوعه في تاريخ العالم. يمكن أن تقع هذه الأحداث القبيحة الوحشية عندما يرفض المجتمع الله وشرائعه، وأحيانا يتدنى إلى فوضى تامة.

سئل الملازم جين روميو دالير، الذي كان جزءا من مهمة الأمم المتحدة في رواندا والذي شهد أحداث إبادة جماعية، كيف أمكنه أن يظل يؤمن بالله، فأجاب، "أعلم أن الله موجود لأنني في رواندا رأيت الشيطان وجها لوجه وصافحته وشممت رائحته ولمسته. أنا أعرف أن الشيطان موجود، وبالتالي أعرف أنه يوجد إله".

بالطريقة الكتابية، ليست الظلمة هي الليل بل هي أيضا قوى الشر التي يمكنها أن تغوينا وتبعدنا عن السير في الاتجاه الصحيح، نحو نور الحياة – يسوع الذي يجلب النور إلى هذا العالم المظلم.

في تصريح مذهل عن نفسه، يضع يسوع نفسه بصورة طبيعية مكان الله، ويقول أنه "نور العالم" (يو12:8). عالم بدون الله هو عالم الظلمة. لكن قال يسوع، "مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (ع12).

عندما تلتفت إلى يسوع تخرج من ظلمة الحياة بدون الله إلى نور الحياة معه. إنه يقودنا خارج الظلمة والصراع والموت إلى نور الحياة والمحبة. إنه يعطي معنى واتجاه وقصد لحياتك. وليس هذا فقط، بل إذ نحيا مع الله، ونسعى لأن نسره، نجسد معا "نور الحياة" لنجلب النور إلى عالمنا المظلم.

يمكنك حقا أن تصنع فرقا في العالم من حولك. يمكن لحياتك، في المسيح، أن تشع مثل النور في الظلمة الروحية الموجودة في العالم من حولك. كما عبَّر عن هذا مارتن لوثر كينج، "لا يمكن للظلمة أن تطرد الظلمة؛ وحده النور هو الذي يمكنه هذا. لا يمكن للكراهية أن تطرد الكراهية؛ وحدها المحبة هي التي يمكنها فعل هذا".

صلاة

**يا رب، ساعدنا حتى نكون مجتمعا يجلب نورك إلى عالم مظلم. ساعدنا كأفراد وككنيسة أن نحيا معك، لنسرك ولنجلب نور الحياة والمحبة والفرح لمن هم حولنا اليوم.**

تعليق من بيبا

قض19

هالتني الطريقة التي كان يتم التعامل بها مع النساء في العهد القديم (وما زالت في بعض أجزاء العالم اليوم). حمدا لله، عندما جاء يسوع استعاد كرامتهن وكسر الحواجز التي تتعلق بالجنس في ذلك الوقت.

آية اليوم

يوحَنا 8:‏12

ثُمَّ كلَّمَهُمْ يَسوعُ أيضًا قائلًا: «أنا هو نورُ العالَمِ. مَنْ يتبَعني فلا يَمشي في الظُّلمَةِ بل يكونُ لهُ نورُ الحياةِ».

Thought for the Day

مع الله كل شيء ممكن.

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

Martin Luther King Jr, Strength to Love (Fortress Press, 2010 gift edition), p.47

Romeo Dallaire, Shake Hands with the Devil: The Failure of Humanity in Rwanda (Random House 2003), Preface xviii.

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture quotations marked (AMP) taken from the Amplified® Bible, Copyright © 1954, 1958, 1962, 1964, 1965, 1987 by The Lockman Foundation. Used by permission. (www.Lockman.org)

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • WISDOM BIBLE
  • WISDOM COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

اختر اللغة

الكتاب المقدس في سنة واحدة متاح باللغات التالية:

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more