أمثالٌ 11:‏30

تعليق

الثمر والنعمة

هل تريد أن تشكل حياتك فارقا؟ هل تدرك أن حياتك يمكن أن تكون مصدر بركة لأشخاص آخرين كل يوم؟

"ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ" (30:11). إذ ننظر على أم11، يمكننا أن نرى كل ثمر الروح الذي يصفه الرسول بولس في غل22:5:

• محبة (أم23:11)

• فرح (ع10)

• سلام (ع8)

• طول أناة (ع16)

• لطف (ع17)

• صلاح (ع17)

• إيمان (ع6)

• وداعة (ع2ب)

• تعفف (ع12)

صورة "شجرة حياة" (ع30) هي تصوير رائع يشير إلى نعمة الله. وهي تظهر مرات ومرات في الكتاب المقدس، وترتبط ارتباطا وثيقا بعمل الروح القدس في حياتنا (أنظر حز1:47-12؛ رؤ1:22-2). إنه الروح القدس هو من يمكننا ويساعدنا حتى نحيا نوعية الحياة البارة الموصوفة ويجعلنا نتمتع "برضا الرب" (أم2:12).

صلاة

يوحَنا 7:‏39-37أ

تعليق

الامتلاء

كلنا نعرف ما هو الحال عندما تكون عطشان من الناحية المادية. يجف الفم، ويصير الحلق حارا ملتهبا وتذبل قوتنا ونلتمس المياه. كم يكون أمرا مرويا إذا شربنا عندما نكون عطشى.

أن تكون عطشان روحيا يعني أن تكون جافا من الداخل، وتشعر بالفراغ التام وتكون في كرب. في هذه الفقرة الذهبية، يصف يسوع كيف يمكن إطفاء ظمأك الروحي (ملء فراغ نفسك) وأثر ذلك على حياتك.

يصف يسوع مسبقا ما سيحدث في يوم الخمسين. أنه يتحدث عن التغيير الذي سيحدث بسبب ينابيع المياه الحية التي يجلبها الروح القدس لحياتك: "قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ" (ع39).

لقد كان هذا هو "اليوم الأخير العظيم من العيد" (ع37). كان هذا هو اليوم الذي يتوقع فيه الشعب النهر العظيم الذي تم التنبؤ به في حزقيال 47 ينساب من أورشليم. "وقف يسوع" (يو37:7). كانت العادة السائدة هي الجلوس أثناء التعليم، لكن الكلمات التي قالها يسوع كانت هامة للغاية حتى إنه أراد أن يكون مرئيا ومسموعا من جانب جميع الشعب. لقد صرخ "ونادى" بصوت عظيم (ع37). كانت رسالته تتكون من أربعة وعشرين كلمة باللغة اليونانية، لكنها وعد يغير الحياة لا زال بإمكانك أن تختبره اليوم.

• من يعد بهذا الوعد؟

كانت الناس مندهشة من تعليم يسوع. لم يذهب قط إلى مدرسة للكتاب المقدس أو إلى كلية لاهوت! (ع15). لقد نال تعليمه من الله (ع16). وقال إنه "إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ" (ع17) سيميز هذا.

يدعو يسوع للتجاوب معه. ظن البعض أن "هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ" (ع40). لكن، وكما أشار سي. س. لويس، لم يترك يسوع هذا الخيار متاحا. هناك في الحقيقة ثلاثة خيارات فقط: أن يقول شخص ما نوعية الأمور التي قالها يسوع فهو إما أن يكون مجنونا أو أنه "شيطان الجحيم". أما الاحتمال الثالث المتاح هو أن "هذا الرجل كان وهو في الواقع، ابن الله". نرى هذه الخيارات الثلاثة واضحة في قراءة اليوم: 1 – اعتقد البعض أنه "شيطان الجحيم": "بك شيطان" (ع20) 2 – ظنه البعض مجنونا: "يهذي" (20:10) 3 – لكن أدرك البعض، "هذا هو المسيح" (41:7)

• لمن قطع هذا الوعد؟

قال يسوع، "إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ" (ع37) أنه وعد موجه لكل انسان. أنه موجه لروبي وليامز. وهو موجه لكل من لم يختبر الروح القدس من قبل. لكنه موجه أيضا لمن يشعرون بعدم الشبع الروحي. هل تشعر بالفشل في حياة الصلاة لديك؟ هل تشعر بالإحباط من مستوى القداسة لديك؟ هل تتوق لعلاقة وثيقة أكثر مع الله؟ إن كان هذا هو حالك، فأنت "عطشان" روحيا والوعد موجه إليك، اليوم.

• ما هو الوعد؟

يقول يسوع، "مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ" (ع38). كان عيد المظال يتوقع النهر الذي سينساب من الهيكل في أورشليم كما تنبأ حزقيال 47 (والذي كان يُقرأ ويتم تمثيله في العيد). يخبرهم يسوع أن هذا قد تم، ليس في مكان بل في شخص.

فالنهر يتدفق من قلب يسوع (من "كويليا" التي له – من عمق أحشاءه أو من أعمق أعماقه) ومن كل مسيحي (يو38:7) من خلال علاقتنا الشخصية، التي من القلب إلى القلب مع يسوع.

النهر يتدفق إلى داخلك ومنك. وسيتدفق النهر إلى "البحار الميتة" الصغيرة التي في قلوبنا ويخرج من "أعمق أعماقنا". على السطح، قد تكون الحياة صعبة، لكن عميقا في الداخل ينساب الروح القدس بثبات مثل "نهر مياه حية".

لا يتدفق النهر مرة كل فترة. أنه يتدفق باستمرار. وليس من المفترض أن ينسد مجراه. بل ينبغي أن يفور بثبات وينساب خارجا منا.

وكما يصف الأب رانييرو كانتالاميسا الأمر، "لا يُعفى المسيحي الذي يسكن فيه الروح القدس من أن يختبر الصراع والتجارب والرغبات غير المنضبطة والمشاعر المتمردة ... (الفرق هو أن كل هذه الأمور تأتي) عليه ضد إرادته. أنها أمور على السطح. وهذا يشبه تيارا محيطيا عميقا يتدفق دائما بثبات بغض النظر عن الرياح والأمواج الموجودة على السطح".

• كيف ننال الوعد؟

قال يسوع "فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ" (ع37). إنه وعد موجه "لمن يؤمن بي" (ع38-39). إن الأمر بهذه البساطة. يمكنه أن يتدفق منك إذ تأتي إليه وتشرب اليوم.

فتصبح مثل يسوع. من خلال محبتك ولكماتك وحضورك ستنقل الروح الذي نلته من يسوع. ستطفيء ظمأ المساكين والذين يشعرون بالوحدة والمحتاجين ومن يتألمون والمنزعجين وستعطيهم الحياة والمحبة وسلام القلب.

صلاة

القُضاة ‏15:‏14

تعليق

الحرية

هل هناك عادات في حياتك تتوق للتحرر منها؟ هل هناك أنماط فكرية معينة تحتاج لأن تغيرها؟ هل هناك قيود روحية تحتاج لأن تتحرر منها؟

إن كان هناك شخص "جامح القلب" فهو شمشون. لقد كان لديه قوة وقدرات غير عادية. لكن بالكاد يمكننا أن نعتبر حياته نموذجا. إن قصة حياة شمشون غريبة وغير عادية ومحرجة إلى حد ما.

لكن، يسلط العهد الجديد الضوء على شمشون بصفته أحد أبطال الإيمان (عب32:11). يستخدم الله كل أنواع الناس. إنه يستخدمنا برغم خطايانا وضعفاتنا.

نرى في هذه الفقرة أن قوة شمشون ونجاحاته كانت نتيجة امتلائه من الروح القدس. نقرأ في فقرة اليوم أنه "حَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ" في ثلاث مناسبات (قض6:14، 19؛ 14:15).

يعد ما يمكن أن يحدث عندما يحل روح الرب على الناس "بقوة" أمرا مدهشا. وكما هو الغالب، فإن ما فعله الله في العهد القديم بطريقة مادية يفعله في العهد الجديد بصورة روحية.

في المناسبة الثالثة التي فيها "حَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، فَكَانَ الْحَبْلاَنِ اللَّذَانِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ كَكَتَّانٍ أُحْرِقَ بِالنَّارِ، فَانْحَلَّ الْوِثَاقُ عَنْ يَدَيْهِ" (14:15). يمكننا أن نرى هذا كصورة عن الحرية والتحرر من عاداتنا وهواجسنا وإدماننا السيء. يمكن لقوة الروح القدس أن تحررنا من الأشياء التي تقيدنا.

صلاة