مرة واحدة وإلى الأبد
المقدمة
ذات مرة، في 7 يناير 1978، وقفت بصفتي العريس في مقدمة كنيسة Holy Trinity Brompton في لندن. سارت العروس، بيبا هيسلوب، بطول ممشى الكنيسة بصحبة أبيها وانضمت إليّ عند مقدمة الكنيسة. قطعنا العهود كل منا للآخر أمام الله واتحدنا في الزواج. غادرنا الكنيسة بصفتنا "السيد والسيدة جامبل". كان هذا حدثا يحدث "مرة واحدة"، ولكن كانت له تبعات ضخمة على حياتنا. لقد نبع من محبتنا أحدنا للآخر وقد تعهدنا بأن يحب أحدنا الآخر حتى نهاية حياتنا.
قبل هذا بسنوات قليلة، في 16 فبراير 1974، كنت قد تقابلت مع يسوع المسيح لأول مرة. وبدأت معه علاقة، غيرت حياتي تماما. كان هذا حدث آخر يحدث "لمرة واحدة"، ولكن التبعات والآثار التي لهذا الحدث الذي يقع "مرة واحدة" هي تبعات مستمرة ومتواصلة وتؤثر في كل شيء. لقد اختبرت محبة الله لي وعهدت بنفسي لمحبته إلى الأبد.
في فقرة اليوم من العهد الجديد، يتحدث كاتب العبرانيين عن أعظم حدث وقع "مرة واحدة" في كل الزمان. لقد غير هذا الحدث مسار التاريخ وله الفعالية أن يغير حياتنا جميعا. لقد "أُظْهِرَ (يسوع) مَرَّةً" (عب26:9). "هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً" (ع28). لقد دخل يسوع الأقداس "بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً" (ع12). "نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً" (10:10). لقد نبع هذا الحدث "الذي يقع مرة واحدة فقط" من محبة الله العظيمة لنا وله تبعات رهيبة.
المَزاميرُ 121:1-8
المَزمورُ المِئَةُ والحادي والعِشرونَ
ترنيمَةُ المَصاعِدِ
1 أرفَعُ عَينَيَّ إلَى الجِبالِ، مِنْ حَيثُ يأتي عَوْني!
2 مَعونَتي مِنْ عِندِ الرَّبِّ، صانِعِ السماواتِ والأرضِ.
3 لا يَدَعُ رِجلكَ تزِلُّ. لا يَنعَسُ حافِظُكَ.
4 إنَّهُ لا يَنعَسُ ولا يَنامُ حافِظُ إسرائيلَ.
5 الرَّبُّ حافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لكَ عن يَدِكَ اليُمنَى.
6 لا تضرِبُكَ الشَّمسُ في النَّهارِ، ولا القَمَرُ في اللَّيلِ.
7 الرَّبُّ يَحفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ. يَحفَظُ نَفسَكَ.
8 الرَّبُّ يَحفَظُ خُروجَكَ ودُخولكَ مِنَ الآنَ وإلَى الدَّهرِ.
تعليق
الله سوف يحميك ويحرسك
ما هو المكان الذي تنظر إليه عندما تكون في مشكلة أو لا تعرف ماذا تفعل؟ هل تتطلع إلى الأصدقاء أو العائلة أو إلى الطبيب؟ لا شيء خطأ في البحث عن مساعدة في كل هذه الاتجاهات. ولكن، أول مكان يتطلع إليه المرنم كان إلى فوق.
يتطلع الندم إلى الوراء. والخوف ينظر حوله. والقلق ينظر إلى داخله. أما الإيمان فينظر إلى فوق.
تطلع المرنم إلى فوق، "أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي" (ع1). تأتي معونتك وقوتك وحمايتك من صانع الكون: "مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" (ع2). "لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ" (ع3).
يتحدث هذا المزمور الجميل عن محبة الرب وحمايته على حياتك.
"الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى ...
الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ.
الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ" (ع5-8).
لقد استخدمت هذا المزمور أحيانا كصلاة لأجل عائلتنا أو أصدقائنا الذين كانوا يواجهون صعوبات في حياتهم.
الوعد الموجود في هذا المزمور هو أن الرب سوف يحميك من كل أذى جوهري. لم يقدر المرنم أن يعرف أن هذا قد صار ممكنا من خلال ذبيحة يسوع "التي قُدمت مرة واحدة"، والتي تعني إنه يوما ما سوف يعود "ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (عب28:9).
يا رب، أشكرك لأنك تحرسني نهارا وليلا. أشكرك لأنك تراقب دخولي وخروجي الآن وإلى الأبد.
العِبرانيّينَ 9:16-28
16 لأنَّهُ حَيثُ توجَدُ وصيَّةٌ، يَلزَمُ بَيانُ موتِ الموصي.
17 لأنَّ الوَصيَّةَ ثابِتَةٌ علَى الموتَى، إذ لا قوَّةَ لها البَتَّةَ ما دامَ الموصي حَيًّا.
18 فمِنْ ثَمَّ الأوَّلُ أيضًا لَمْ يُكَرَّسْ بلا دَمٍ،
19 لأنَّ موسَى بَعدَما كلَّمَ جميعَ الشَّعبِ بكُلِّ وصيَّةٍ بحَسَبِ النّاموسِ، أخَذَ دَمَ العُجول والتُّيوسِ، مع ماءٍ وصوفًا قِرمِزيًّا وزوفا، ورَشَّ الكِتابَ نَفسَهُ وجميعَ الشَّعبِ،
20 قائلًا: «هذا هو دَمُ العَهدِ الّذي أوصاكُمُ اللهُ بهِ».
21 والمَسكَنَ أيضًا وجميعَ آنيَةِ الخِدمَةِ رَشَّها كذلكَ بالدَّمِ.
22 وكُلُّ شَيءٍ تقريبًا يتَطَهَّرُ حَسَبَ النّاموسِ بالدَّمِ، وبدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ!
23 فكانَ يَلزَمُ أنَّ أمثِلَةَ الأشياءِ الّتي في السماواتِ تُطَهَّرُ بهذِهِ، وأمّا السماويّاتُ عَينُها، فبذَبائحَ أفضَلَ مِنْ هذِهِ.
24 لأنَّ المَسيحَ لَمْ يَدخُلْ إلَى أقداسٍ مَصنوعَةٍ بيَدٍ أشباهِ الحَقيقيَّةِ، بل إلَى السماءِ عَينِها، ليَظهَرَ الآنَ أمامَ وجهِ اللهِ لأجلِنا.
25 ولا ليُقَدِّمَ نَفسَهُ مِرارًا كثيرَةً، كما يَدخُلُ رَئيسُ الكهنةِ إلَى الأقداسِ كُلَّ سنَةٍ بدَمِ آخَرَ.
26 فإذْ ذاكَ كانَ يَجِبُ أنْ يتألَّمَ مِرارًا كثيرَةً منذُ تأسيسِ العالَمِ، ولكنهُ الآنَ قد أُظهِرَ مَرَّةً عِندَ انقِضاءِ الدُّهورِ ليُبطِلَ الخَطيَّةَ بذَبيحَةِ نَفسِهِ.
27 وكما وُضِعَ للنّاسِ أنْ يَموتوا مَرَّةً ثُمَّ بَعدَ ذلكَ الدَّينونَةُ،
28 هكذا المَسيحُ أيضًا، بَعدَما قُدِّمَ مَرَّةً لكَيْ يَحمِلَ خطايا كثيرينَ، سيَظهَرُ ثانيَةً بلا خَطيَّةٍ للخَلاصِ للّذينَ يَنتَظِرونَهُ.
تعليق
قدم يسوع نفسه ذبيحة عنك
هل تدرك كم يحبك الله؟ هل تعرف أن يسوع قد سفك دمه لكي ما تقدر أن تنال الغفران التام؟ هل تفهم إنه قد دفع بالفعل الثمن عن كل خطية قد اقترفتها في الماضي وكل خطية سوف تقع فيها في المستقبل؟
لماذا كان موت يسوع ضروريا؟ يشير الكاتب إلى إنه في كلتا حالتي الوصية (التي يكتبها الشخص قبل وفاته) والعهد (وقد استخدمت نفس الكلمة اليونانية للتعبير عنهما)، لا يتم تفعيلهما بدون وقوع حدث الموت. فالموت يؤدي إلى ان يؤول الميراث للآخرين.
"فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضًا لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ" (ع18). ويتابع وصفه بالتفصيل "دم العهد (القديم)" ثم يختم بقوله أن "وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (ع19-22).
ثم يدلي الكاتب بعد هذا بثلاثة تصريحات تقابل بين ذبيحة يسوع والذبائح الأدنى مرتبة التي كانت تُقدم في ظل الناموس:
- كان يسوع يتعامل مع الشيء الحقيقي
"لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا" (ع24).
- كانت ذبيحة يسوع "مرة واحدة وإلى الأبد".
"وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ" (ع25). بل، "وكما أن كل واحد يموت مرة، ثم يواجه تبعات ما فعل. هكذا كان موت المسيح أيضا حدثا يحدث مرة واحدة، ولكنه كان ذبيحة تناولت أمر خطايانا إلى الأبد" (ع27-28، الرسالة).
- سفك يسوع دمه هو
لم يقدم يسوع "دما ليس له" (ع25). على عكس رئيس الكهنة كان هذا دمه الذي سُفك (ع12).
لم يعد مطلوبا الآن المزيد من الذبائح: "لم يعد هناك احتياج لتلك الذبائح الحيوانية فيما بعد، فقد أدت الغرض منها" (ع23، الرسالة). ويعبر عن ذلك كتاب الصلاة العامة، فقد كانت ذبيحة يسوع المقدمة مرة واحدة "ذبيحة وقربانا وترضية كاملة، تامة وكافية، لخطايا كل العالم". كما صرخ يسوع على الصليب، "قد أُكمل" (يو30:19).
عندما يأتي يسوع ثانية، لن يكون هذا "ليحمل خطايا" بل "سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (عب28:9).
أشكرك، يا رب، من أجل يسوع. أشكرك من أجل ذبيحته المقدمة مرة واحدة لأجلي لكي ما أقدر أن أنال الغفران التام. ساعدني حتى أتذكر اليوم إنه "قد أُكمل).
حِزقيال 17:1-18:32
مَثَل النسرين والكرمة وتفسيره
1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «يا ابنَ آدَمَ، حاجِ أُحجيَّةً ومَثِّلْ مَثَلًا لبَيتِ إسرائيلَ،
3 وقُلْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: نَسرٌ عظيمٌ كبيرُ الجَناحَينِ، طَويلُ القَوادِمِ، واسِعُ المَناكِبِ، ذو تهاويلَ، جاءَ إلَى لُبنانَ وأخَذَ فرعَ الأرزِ.
4 قَصَفَ رأسَ خَراعيبِهِ، وجاءَ بهِ إلَى أرضِ كنعانَ، وجَعَلهُ في مدينةِ التُّجّارِ.
5 وأخَذَ مِنْ زَرعِ الأرضِ وألقاهُ في حَقلِ الزَّرعِ، وجَعَلهُ علَى مياهٍ كثيرَةٍ. أقامَهُ كالصَّفصافِ،
6 فنَبَتَ وصارَ كرمَةً مُنتَشِرَةً قَصيرَةَ السّاقِ. انعَطَفَتْ علَيهِ زَراجينُها وكانتْ أُصولُها تحتَهُ، فصارَتْ كرمَةً وأنبَتَتْ فُروعًا وأفرَخَتْ أغصانًا.
7 وكانَ نَسرٌ آخَرُ عظيمٌ كبيرُ الجَناحَينِ واسِعُ المَنكَبِ، فإذا بهذِهِ الكَرمَةِ عَطَفَتْ علَيهِ أُصولها وأنبَتَتْ نَحوَهُ زَراجينَها ليَسقيَها في خَمائلِ غَرسِها.
8 في حَقلٍ جَيِّدٍ علَى مياهٍ كثيرَةٍ هي مَغروسةٌ لتُنبِتَ أغصانَها وتَحمِلَ ثَمَرًا، فتكونَ كرمَةً واسِعَةً.
9 قُلْ: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هل تنجَحُ؟ أفَلا يَقلَعُ أُصولها ويَقطَعُ ثَمَرَها فتيبَسَ؟ كُلٌّ مِنْ أوراقِ أغصانِها تيبَسُ، وليس بذِراعٍ عظيمَةٍ أو بشَعبٍ كثيرٍ ليَقلَعوها مِنْ أُصولها.
10 ها هي المَغروسةُ، فهل تنجَحُ؟ ألا تيبَسُ يَبسًا كأنَّ ريحًا شَرقيَّةً أصابَتها؟ في خَمائلِ نَبتِها تيبَسُ».
11 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
12 «قُلْ للبَيتِ المُتَمَرِّدِ: أما عَلِمتُمْ ما هذِهِ؟ قُلْ: هوذا مَلِكُ بابِلَ قد جاءَ إلَى أورُشَليمَ وأخَذَ مَلِكَها ورؤَساءَها وجاءَ بهِمْ إليهِ إلَى بابِلَ.
13 وأخَذَ مِنَ الزَّرعِ المَلِكيِّ وقَطَعَ معهُ عَهدًا وأدخَلهُ في قَسَمٍ، وأخَذَ أقوياءَ الأرضِ،
14 لتَكونَ المَملكَةُ حَقيرَةً ولا ترتَفِعَ، لتَحفَظَ العَهدَ فتثبُتَ.
15 فتمَرَّدَ علَيهِ بإرسالِهِ رُسُلهُ إلَى مِصرَ ليُعطوهُ خَيلًا وشَعبًا كثيرينَ. فهل يَنجَحُ؟ هل يُفلِتُ فاعِلُ هذا؟ أو يَنقُضُ عَهدًا ويُفلِتُ؟
16 حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إنَّ في مَوْضِعِ المَلِكِ الّذي مَلَّكَهُ، الّذي ازدَرَى قَسَمَهُ ونَقَضَ عَهدَهُ، فعِندَهُ في وسطِ بابِلَ يَموتُ.
17 ولا بجَيشٍ عظيمٍ وجَمعٍ غَفيرٍ يُعينُهُ فِرعَوْنُ في الحَربِ، بإقامَةِ مِترَسَةٍ وببِناءِ بُرجٍ لقَطعِ نُفوسٍ كثيرَةٍ.
18 إذ ازدَرَى القَسَمَ لنَقضِ العَهدِ، وهوذا قد أعطَى يَدَهُ وفَعَلَ هذا كُلَّهُ فلا يُفلِتُ.
19 لأجلِ ذلكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: حَيٌّ أنا، إنَّ قَسَمي الّذي ازدَراهُ، وعَهدي الّذي نَقَضَهُ، أرُدُّهُما علَى رأسِهِ.
20 وأبسُطُ شَبَكَتي علَيهِ فيؤخَذُ في شَرَكي، وآتي بهِ إلَى بابِلَ وأُحاكِمُهُ هناكَ علَى خيانَتِهِ الّتي خانَني بها.
21 وكُلُّ هارِبيهِ وكُلُّ جُيوشِهِ يَسقُطونَ بالسَّيفِ، والباقونَ يُذَرّونَ في كُلِّ ريحٍ، فتعلَمونَ أنّي أنا الرَّبُّ تكلَّمتُ.
22 «هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وآخُذُ أنا مِنْ فرعِ الأرزِ العالي وأغرِسُهُ، وأقطِفُ مِنْ رأسِ خَراعيبِهِ غُصنًا وأغرِسُهُ علَى جَبَلٍ عالٍ وشامِخٍ.
23 في جَبَلِ إسرائيلَ العالي أغرِسُهُ، فيُنبِتُ أغصانًا ويَحمِلُ ثَمَرًا ويكونُ أرزًا واسِعًا، فيَسكُنُ تحتَهُ كُلَّ طائرٍ، كُلُّ ذي جَناحٍ يَسكُنُ في ظِلِّ أغصانِهِ.
24 فتعلَمُ جميعُ أشجارِ الحَقلِ أنّي أنا الرَّبُّ، وضَعتُ الشَّجَرَةَ الرَّفيعَةَ، ورَفَعتُ الشَّجَرَةَ الوَضيعَةَ، ويَبَّستُ الشَّجَرَةَ الخَضراءَ، وأفرَختُ الشَّجَرَةَ اليابِسَةَ. أنا الرَّبَّ تكلَّمتُ وفَعَلتُ».
النفس التي تخطئ تموت
1 وكانَ إلَيَّ كلامُ الرَّبِّ قائلًا:
2 «ما لكُمْ أنتُمْ تضرِبونَ هذا المَثَلَ علَى أرضِ إسرائيلَ، قائلينَ: الآباءُ أكلوا الحِصرِمَ وأسنانُ الأبناءِ ضَرِسَتْ؟
3 حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لا يكونُ لكُمْ مِنْ بَعدُ أنْ تضرِبوا هذا المَثَلَ في إسرائيلَ.
4 ها كُلُّ النُّفوسِ هي لي. نَفسُ الأبِ كنَفسِ الِابنِ، كِلاهُما لي. النَّفسُ الّتي تُخطِئُ هي تموتُ.
5 والإنسانُ الّذي كانَ بارًّا وفَعَلَ حَقًّا وعَدلًا،
6 لَمْ يأكُلْ علَى الجِبالِ ولَمْ يَرفَعْ عَينَيهِ إلَى أصنامِ بَيتِ إسرائيلَ، ولَمْ يُنَجِّسِ امرأةَ قريبِهِ، ولَمْ يَقرُبِ امرأةً طامِثًا،
7 ولَمْ يَظلِمْ إنسانًا، بل رَدَّ للمَديونِ رَهنَهُ، ولَمْ يَغتَصِبِ اغتِصابًا بل بَذَلَ خُبزَهُ للجَوْعانِ، وكسا العُريانَ ثَوْبًا،
8 ولَمْ يُعطِ بالرِّبا، ولَمْ يأخُذْ مُرابَحَةً، وكفَّ يَدَهُ عن الجَوْرِ، وأجرَى العَدلَ الحَقَّ بَينَ الإنسانِ والإنسانِ،
9 وسَلكَ في فرائضي وحَفِظَ أحكامي ليَعمَلَ بالحَقِّ فهو بارٌّ. حياةً يَحيا، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
10 «فإنْ ولَدَ ابنًا مُعتَنِفًا سفّاكَ دَمٍ، ففَعَلَ شَيئًا مِنْ هذِهِ،
11 ولَمْ يَفعَلْ كُلَّ تِلكَ، بل أكلَ علَى الجِبالِ، ونَجَّسَ امرأةَ قريبِهِ،
12 وظَلَمَ الفَقيرَ والمِسكينَ، واغتَصَبَ اغتِصابًا، ولَمْ يَرُدَّ الرَّهنَ، وقَدْ رَفَعَ عَينَيهِ إلَى الأصنامِ وفَعَلَ الرِّجسَ،
13 وأعطَى بالرِّبا وأخَذَ المُرابَحَةَ، أفَيَحيا؟ لا يَحيا! قد عَمِلَ كُلَّ هذِهِ الرَّجاساتِ فموتًا يَموتُ. دَمُهُ يكونُ علَى نَفسِهِ.
14 «وإنْ ولَدَ ابنًا رأى جميعَ خطايا أبيهِ الّتي فعَلها، فرآها ولَمْ يَفعَلْ مِثلها.
15 لَمْ يأكُلْ علَى الجِبالِ، ولَمْ يَرفَعْ عَينَيهِ إلَى أصنامِ بَيتِ إسرائيلَ، ولا نَجَّسَ امرأةَ قريبِهِ،
16 ولا ظَلَمَ إنسانًا، ولا ارتَهَنَ رَهنًا، ولا اغتَصَبَ اغتِصابًا، بل بَذَلَ خُبزَهُ للجَوْعانِ، وكسا العُريانَ ثَوْبًا
17 ورَفَعَ يَدَهُ عن الفَقيرِ، ولَمْ يأخُذْ رِبًا ولا مُرابَحَةً، بل أجرَى أحكامي وسَلكَ في فرائضي، فإنَّهُ لا يَموتُ بإثمِ أبيهِ. حياةً يَحيا.
18 أمّا أبوهُ فلأنَّهُ ظَلَمَ ظُلمًا، واغتَصَبَ أخاهُ اغتِصابًا، وعَمِلَ غَيرَ الصّالِحِ بَينَ شَعبِهِ، فهوذا يَموتُ بإثمِهِ.
19 «وأنتُمْ تقولونَ: لماذا لا يَحمِلُ الِابنُ مِنْ إثمِ الأبِ؟ أمّا الِابنُ فقد فعَلَ حَقًّا وعَدلًا. حَفِظَ جميعَ فرائضي وعَمِلَ بها فحياةً يَحيا.
20 النَّفسُ الّتي تُخطِئُ هي تموتُ. الِابنُ لا يَحمِلُ مِنْ إثمِ الأبِ، والأبُ لا يَحمِلُ مِنْ إثمِ الِابنِ. برُّ البارِّ علَيهِ يكونُ، وشَرُّ الشِّرّيرِ علَيهِ يكونُ.
21 فإذا رَجَعَ الشِّرّيرُ عن جميعِ خطاياهُ الّتي فعَلها وحَفِظَ كُلَّ فرائضي وفَعَلَ حَقًّا وعَدلًا فحياةً يَحيا. لا يَموتُ.
22 كُلُّ مَعاصيهِ الّتي فعَلها لا تُذكَرُ علَيهِ. في برِّهِ الّذي عَمِلَ يَحيا.
23 هل مَسَرَّةً أُسَرُّ بموتِ الشِّرّيرِ؟ يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. ألا برُجوعِهِ عن طُرُقِهِ فيَحيا؟
24 وإذا رَجَعَ البارُّ عن برِّهِ وعَمِلَ إثمًا وفَعَلَ مِثلَ كُلِّ الرَّجاساتِ الّتي يَفعَلُها الشِّرّيرُ، أفَيَحيا؟ كُلُّ برِّهِ الّذي عَمِلهُ لا يُذكَرُ. في خيانَتِهِ الّتي خانَها وفي خَطيَّتِهِ الّتي أخطأَ بها يَموتُ.
25 «وأنتُمْ تقولونَ: لَيسَتْ طَريقُ الرَّبِّ مُستَويَةً. فاسمَعوا الآنَ يا بَيتَ إسرائيلَ: أطَريقي هي غَيرُ مُستَويَةٍ؟ أليستْ طُرُقُكُمْ غَيرَ مُستَويَةٍ؟
26 إذا رَجَعَ البارُّ عن برِّهِ وعَمِلَ إثمًا وماتَ فيهِ، فبإثمِهِ الّذي عَمِلهُ يَموتُ.
27 وإذا رَجَعَ الشِّرّيرُ عن شَرِّهِ الّذي فعَلَ، وعَمِلَ حَقًّا وعَدلًا، فهو يُحيي نَفسَهُ.
28 رأى فرَجَعَ عن كُلِّ مَعاصيهِ الّتي عَمِلها فحياةً يَحيا. لا يَموتُ.
29 وبَيتُ إسرائيلَ يقولُ: لَيسَتْ طَريقُ الرَّبِّ مُستَويَةً. أطُرُقي غَيرُ مُستَقيمَةٍ يا بَيتَ إسرائيلَ؟ أليستْ طُرُقُكُمْ غَيرَ مُستَقيمَةٍ؟
30 مِنْ أجلِ ذلكَ أقضي علَيكُمْ يا بَيتَ إسرائيلَ، كُلِّ واحِدٍ كطُرُقِهِ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. توبوا وارجِعوا عن كُلِّ مَعاصيكُمْ، ولا يكونُ لكُمُ الإثمُ مَهلكَةً.
31 اِطرَحوا عنكُمْ كُلَّ مَعاصيكُمُ الّتي عَصَيتُمْ بها، واعمَلوا لأنفُسِكُمْ قَلبًا جديدًا وروحًا جديدَةً. فلماذا تموتونَ يا بَيتَ إسرائيلَ؟
32 لأنّي لا أُسَرُّ بموتِ مَنْ يَموتُ، يقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فارجِعوا واحيَوْا.
تعليق
قم بعمل فصل نهائي
رغم أن موت يسوع لأجلنا كان حدثا يحدث "مرة واحدة"، إلا أن الله، في محبته، كان يجهز شعبه لأجل هذا الحدث على مدى مئات السنين. كان يعلمهم عن خطورة وجدية تبعات الخطية ويشير مقدما نحو المخلص.
كانت كلمة الله لشعبه من خلال التمثيل المجازي والأمثال (1:17). وكان السياق المباشر لذلك التمثيل المجازي هو "النسر العظيم" (ع2) المعبر عن بابل، وهو يأخذ يهوياقيم من يهوذا إلى بابل في 597 ق.م.، لكن تطبيق هذا التمثيل له أبعاد أوسع بكثير.
يوجد نوعان من الفروع، نوعان من الكروم ونوعان من الممالك. هناك ملكوت هذا العالم – البشري الصنع، والذي يبدو قويا للغاية، ويستخدم كل المصادر الجيدة، ويبدو إنه سيزدهر، ولكنه في النهاية سوف يذبل ويموت ويصبح بلا نفع على الإطلاق. من ناحية أخرى، يوجد ملكوت الله، والذي على عكس جميع الاحتمالات المرجحة، ومن بدايات صغيرة للغاية، سوف يزدهر ويحمل ثمرا دائما (مت31:13-32 ورؤ22).
بينما نقرأ هذه الفقرة بعدسات يسوع، نرى تلميحات عن ذبيحته "التي قدمت مرة واحدة" عن الخطية. "الفرع" (حز22:17) هو نفس اللغة التي يستعملها النبي أشعياء في فقرة واضح إنها فقرة مسيانية، حيث تُنبِئ بمجئ يسوع (أش2:53). هذا هو الذي جُرح لأجل تعدياتنا (ع5) والذي وضع الرب عليه إثم جميعنا (ع6). هو الذي قدم نفسه ذبيحة "مرة واحدة" لأجل خطايانا.
يتابع حزقيال ليقول، "أنت تموت عن خطيتك وحدك، وليس عن خطايا شخص آخر" (حز4:18، الرسالة). "اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ" (ع20). سابقا، تحدث حزقيال عن المسئولية الجماعية المشتركة (حز12:17). والآن يتحدث عن المسئولية الفردية. كلنا سيكون علينا تحمل مسئولية حياتنا الشخصية. لن تُدان عن خطايا أبويك أو أبناءك (20:18)، بل عن خطاياك أنت.
الله يحب الجميع. وهو لا يريد لأي شخص ان يقع تحت دينونته: "هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟" (ع23).
ويختم تلك الفقرة: "سأدين كل واحد منكم بحسب طريقة معيشته. لذا غيروا وجهتكم! أديروا ظهوركم نحو معيشتكم المتمردة بحيث لا تشدك الخطية إلى أسفل. ليكن البيت طاهرا ... خذوا قلبا جديدا! وخذوا روحا جديدا!" (ع30-31، الرسالة). ثم تختم الفقرة بتذكرة نهائية عن كيف يمكن أن يكون هذا – "فَارْجِعُوا وَاحْيَوْا" (ع32).
هذه هي الأخبار الرائعة. مهما كان سقوطك شديدا – أيا كانت الفوضى التي عشتها في حياتك – يمكنك أن تنفصل نهائيا عن ماضيك. "تب" ببساطة – تحول عن طرقك الرديئة والتفت إلى يسوع. وستنال غفرانا تاما، وقلبا جديدا وروحا جديدة، ويصير بإمكانك التمتع بالعلاقة مع الله عن طريق ذبيحته المقدمة مرة واحدة لأجل خطاياك.
يا رب، أشكرك لأنه يمكنني أن "أرجع وأحيا". أشكرك لأنك تعِدْني بقلب جديد وروح جديدة. ساعدني حتى أنفصل تماما عن الماضي وأتمتع بالعلاقة مع الله والتي جعلتها ممكنة، بذبيحتك "المقدمة مرة واحدة" عن خطاياي.
تعليق من بيبا
تعليق من بيبا
مز7:121-8
"الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ".
لقد صليت هذه الآيات مرات كثيرة لأجل نفسي وعائلتي وأصدقائي. إنها كلمات مريحة ومشجعة جدا.
آية اليوم
التطبيق
قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.
سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.
كتاب
نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.
Podcast
اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.