المَزاميرُ 119:‏121-‏128

تعليق

كلمات الله

الذهب هو أقيم شيء يقدمه هذا العالم. لا يمكن أن يفقد بريقه. إنه يلمع ببريق لا ينافسه فيه معدن آخر.

لكن كلمات الله أكثر قيمة بكثير حتى من أصفى أنواع الذهب. يكتب المرنم: "لأَجْلِ ذلِكَ أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ" (ع127).

مصدر إنعاش نفس المرنم هو كلمات الله. قال المرنم مبكرا في المزمور، "انْسَحَقَتْ نَفْسِي شَوْقًا إِلَى أَحْكَامِكَ فِي كُلِّ حِينٍ ... قَطَرَتْ نَفْسِي مِنَ الْحُزْنِ. أَقِمْنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ" (ع20، 28). تنعش كلمات الله أذهاننا وقلوبنا ونفوسنا.

يا رب، أشكرك جدا من أجل كمّ روعة أن ننتعش عاطفيا وروحيا بقراءة كلماتك، والتأمل فيها والاستغراق فيها في ذهني وقلبي ونفسي.

فِليمونَ 1:‏25-‏25

تعليق

شعب الله

يكتب بولس إلى صديقه فليمون ليطلب منه معروفا (ع1). كان لدى فليمون عبد يدعى أنسيمس هرب منه. وبينما كان أنسيمس هاربا، قاده بولس إلى المسيح (ع10).

كان المصير الطبيعي لعبد آبق هو الموت أو الضرب والدمغ بالنار على جبهته. الآن، في هذه الرسالة، المليئة بالنعمة، والاتضاع والمحبة الصادقة وجمال، يكتب بولس ليقنع فليمون على قبول أنسيمس لديه ثانية – ليس كعبد، بل كصديق وأخ (ع16). بعد ذلك بقرون، ساهم التأثير التراكمي لهذه الكلمات في تغيير اجتماعي ضخم. لقد صار التاريخ المحلي تاريخا عالميا.

إنه طلب يتوقع بولس أن ينال إجابة بالإيجاب. وهو واثق تمام الثقة من أن فليمون سوف يفعل ما طلب منه أن يفعله (ع21). يعد هذا مثالا وتحديا لجلب المحبة والغفران والمصالحة أينما تذهب.

فليمون صديق وثيق لبولس. إنه قائد لكنيسة تجتمع في بيته (ع2) وهو رجل إيمان ومحبة (ع5).

يصلي بولس أن يكون فليمون "شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً" (ع6). من الملفت أن نلاحظ أن بولس يفكر في أن هذه هي الطريقة التي بها سوف ينال "مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (ع6). لقد لاحظت دائما في برنامج ألفا كيف ينمو الناس بسرعة في فهمهم بينما يصبحون مساعدين في المجموعات الصغيرة ومضيفين لها في بيوتهم. الطريق إلى النمو هو أن تكون نشيطا فعالا في مشاركة إيمانك.

ثم يمضي قائلا، "لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ" (ع7). ويسأل فليمون أن ينعش قلبه في المسيح بتصرف محبة آخر (ع20). وكل مناشدته لأجل أنسيمس هي على أساس "المحبة" (ع9).

من الواضح أن فليمون كان رجلا معروفا بمحبته: "إنني اسمع عنك باستمرار عن محبتك وإيمانك بالسيد الرب يسوع، والذي يفوق المؤمنين الآخرين" (ع5، الرسالة).

يقدم بولس "طلبا شخصيا جدا" (ع8، 9، الرسالة)، إذ يطلب من فليمون أن يرحب بأنسيمس ثانية بصفته "لاَ كَعَبْدٍ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ: أَخًا مَحْبُوبًا، وَلاَ سِيَّمَا إِلَيَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِلَيْكَ فِي الْجَسَدِ وَالرَّبِّ جَمِيعًا! فَإِنْ كُنْتَ تَحْسِبُنِي شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ نَظِيرِي. ثُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَكَ بِشَيْءٍ، أَوْ لَكَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَاحْسِبْ ذلِكَ عَلَيَّ" (ع16-18). ويكتب، "أنت ستفعل هذا لأجل المسيح" (ع20، الرسالة)، ولكن سوف "ينعش هذا قلبي" (ع20).

يتضمن الغفران مد المحبة والرحمة لشخص أخطأ في حقك أو تسبب في ألم لك. وهو يمهد الطريق للمصالحة واسترداد العلاقة.

بولس مشتاق لأن يرى فليمون. فيكتب، "وَمَعَ هذَا، أَعْدِدْ لِي أَيْضًا مَنْزِلاً، لأَنِّي أَرْجُو أَنَّنِي بِصَلَوَاتِكُمْ سَأُوهَبُ لَكُمْ" (ع22). ينعش قضاء الوقت مع الناس الذين تحبهم والذين يحبونك، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء، قلبك ونفسك.

يا رب، أشكرك جدا من أجل الكنيسة ومن أجل محبة الأخوة والأخوات في المسيح. أشكرك من أجل كم تنعش تلك المحبة قلبي ونفسي.

مَراثي إرميا 2:‏7-‏3:‏39

تعليق

محضر الله

قلب النبي في احتياج عظيم للإنعاش. بينما ينظر إرميا على دمار أورشليم، نجده محاطا بألم رهيب جدا. يوجد دمار في كل مكان. فالشعب يتضور جوعا. لقد وصل الحال إلى نقطة احتمال أن تأكل النساء أطفالهن (20:2).

لم يكن الأمر فقط أن إرميا كان محاطا بالألم من كل ناحية. بل الألم موجود أيضا في قلبه ونفسه. فيكتب قائلا، "كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ. غَلَتْ أَحْشَائِي. انْسَكَبَتْ عَلَى الأَرْضِ كَبِدِي" (ع11). وقلبه مطعون (13:3). إنه يشعر بأنه محاصر ومحاط "بالمرارة والمشقة" (ع5). وهو يسكن في الظلمة (ع6).

يشعر بأنه "متروك بلا عون" (ع11). والناس تضحك عليه ويستهزئون به (ع14). وفوق كل هذا، "حرم من السلام" (ع17).

لا تبدو صلواته مستجابة: "أَيْضًا حِينَ أَصْرُخُ وَأَسْتَغِيثُ يَصُدُّ صَلاَتِي. سَيَّجَ طُرُقِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ. قَلَبَ سُبُلِي" (ع8-9).

إنه يعرف أن الاستجابة تكمن "في محضر الرب". ويكتب، "قُومِي اهْتِفِي فِي اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْهُزُعِ. اسْكُبِي كَمِيَاهٍ قَلْبَكِ قُبَالَةَ وَجْهِ السَّيِّدِ" (19:2).

ويتابع قائلا، " ذِكْرًا تَذْكُرُ نَفْسِي وَتَنْحَنِي فِيَّ.

أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو:

إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ.

هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ.

نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ.

طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ....

فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ" (20:3 -25، 32).

تأتي أوقات الإنعاش من "محضر الرب" (أع19:3، المكبرة). يمكنك أن تنال هذا الإنعاش كل يوم.

رحمة الله جديدة كل نهار. وبإمكانك أن تبدأ كل يوم بداية جديدة. كل يوم يمكنك أن تطلب وجهه، وتنتظر منه الرد بهدوء، ترجاه وتلقى الإنعاش من محضره.

عندما ندرك كم غفر لنا الله وكم عظمة رحمته، يمكننا بأكثر سهولة أن نغفر لمن ألمونا ونظهر الرحمة لهم. هذا هو مفتاح العلاقات العظيمة.

ليست هذه كلمات ساذجة أو سطحية للتشجيع. إنها كلمات واقعية بشأن عمق واتساع الألم والصراعات من الخارج والداخل. لكن وسط كل هذا، يمكننا أن نعتمد على جود ومحبة الله: "إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ" (مرا22:3).

نرى هنا تلميحا عن كيف تصبح هذا المحبة ممكنة لنا. يكتب النبي، "يُعْطِي خَدَّهُ لِضَارِبِهِ. يَشْبَعُ عَارًا" (ع30). عرض يسوع خده لمن ضربوه (يو3:19؛ أنظر أيضا مت39:5) وحمل عارنا على الصليب. إنه دم المسيح الذي يطهرنا من كل خطية (1يو9:1) وبموته يمكنك أن تنال الغفران والتطهير والتجديد والإنعاش في قلبك ونفسك كل يوم.

يا رب، إنني أسكب قلبي لك اليوم. أنعشني بحضورك. أشكرك من أجل أمانتك العظيمة ورحمتك التي لا تسقط – والتي صارت متاحة لي، من جديد كل صباح، بربي يسوع المسيح.