اليوم 224

ازدهر، لا تبق على قيد الحياة فقط

الكتاب المقدس أمثالٌ 19:‏23-‏20:‏4
العهد الجديد كورِنثوس الأولَى 7:‏17-‏35
العهد القديم الجامِعَةِ 4:‏1-‏6:‏12

المقدمة

يرى بعض الناس الحياة اليوم مثلما وصفتها الساحرات الثلاثة في رواية ماكبث لشكسبير، "قدرا مضاعفا من الكد والمتاعب". بالنسبة لي تغيّر منظوري الشخصي للحياة عندما أشار لي صديق بحكمة إلى إن هذه الحياة تُمثل سلسلة من التمارين على حل المشاكل. لن نكون أبدا بلا مشاكل في هذه الحياة. وسط كل التحديات، إن لم تتعلم أن تزدهر في الموقف الذي تجد نفسك فيه، فلن تجد الرضا أبدا.

يقول كاتب الجامعة، "أَيْضًا كُلُّ إِنْسَانٍ أَعْطَاهُ اللهُ غِنًى وَمَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ، وَيَأْخُذَ نَصِيبَهُ، وَيَفْرَحَ بِتَعَبِهِ، فَهذَا هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ" (جا19:5). تعلم أن تتمتع بالحياة في الحاضر. إن لم تفعل، فستمر الحياة بك ولن تتمتع أبدا بوضعك حيث أنت الآن.

الكتاب المقدس

أمثالٌ 19:‏23-‏20:‏4

23 مَخافَةُ الرَّبِّ للحياةِ. يَبيتُ شَبعانَ لا يتَعَهَّدُهُ شَرٌّ.
24 الكَسلانُ يُخفي يَدَهُ في الصَّحفَةِ، وأيضًا إلَى فمِهِ لا يَرُدُّها.
25 اِضرِبِ المُستَهزِئَ فيَتَذَكَّى الأحمَقُ، ووبِّخْ فهيمًا فيَفهَمَ مَعرِفَةً.
26 المُخَرِّبُ أباهُ والطّارِدُ أُمَّهُ هو ابنٌ مُخزٍ ومُخجِلٌ.
27 كُفَّ يا ابني عن استِماعِ التَّعليمِ للضَّلالَةِ عن كلامِ المَعرِفَةِ.
28 الشّاهِدُ اللَّئيمُ يَستَهزِئُ بالحَقِّ، وفَمُ الأشرارِ يَبلَعُ الإثمَ.
29 القِصاصُ مُعَدٌّ للمُستَهزِئينَ، والضَّربُ لظَهرِ الجُهّالِ.

أمثالٌ 20

1 الخمرُ مُستَهزِئَةٌ. المُسكِرُ عَجّاجٌ، ومَنْ يتَرَنَّحُ بهِما فليس بحَكيمٍ.
2 رُعبُ المَلِكِ كزَمجَرَةِ الأسَدِ. الّذي يُغيظُهُ يُخطِئُ إلَى نَفسِهِ.
3 مَجدُ الرَّجُلِ أنْ يَبتَعِدَ عن الخِصامِ، وكُلُّ أحمَقَ يُنازِعُ.
4 الكَسلانُ لا يَحرُثُ بسَبَبِ الشِّتاءِ، فيَستَعطي في الحَصادِ ولا يُعطَى.

تعليق

ثق واحترم وأكرم الله

بحسب كاتب الأمثال، الإجابة على المتاعب هي، "مخافة الرب" (23:19) – أي، العيش في علاقة مع الله، والثقة فيه، واحترامه وإكرامه. يكتب الكاتب، "مَخَافَةُ الرَّبِّ لِلْحَيَاةِ. يَبِيتُ شَبْعَانَ لاَ يَتَعَهَّدُهُ شَرٌّ" (ع23).

ويتابع متحدثا عن أسباب المتاعب:

  • الكسل

تسلط هذه الفقرة الضوء على الكسل بصفته سببا للمتاعب المستقبلية: "اَلْكَسْلاَنُ لاَ يَحْرُثُ بِسَبَبِ الشِّتَاءِ، فَيَسْتَعْطِي فِي الْحَصَادِ وَلاَ يُعْطَى" (4:20؛ أنظر أيضا 24:19).

  • الاستهزاء

تعد السخرية من الناس (25:19، 29) نوعا من الاستهزاء. وهو أمر شائع جدا في ثقافتنا اليوم. ويمكن أن يتفشى في الكنيسة، ولكنه ليس بالأمر الجيد. فهو يؤدي إلى المتاعب.

  • المكر

عدم الأمانة هي سبب آخر للمتاعب. تؤدي السرقة إلى "الخزي والخجل" (ع26). "اَلشَّاهِدُ اللَّئِيمُ يَسْتَهْزِئُ بِالْحَقِّ، وَفَمُ الأَشْرَارِ يَبْلَعُ الإِثْمَ" (ع28).

  • تعاطي المواد المخدرة

"اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ، وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ" (1:20). يتسبب الأشخاص الذين يسكرون في الكثير جدا من المتاعب. الكثير من الجرائم التي تُرتكب في المجتمع تُرتكب تحت تأثير الكحول أو المخدرات.

  • الشجار (ع3)

"مَجْدُ الرَّجُلِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْخِصَامِ، وَكُلُّ أَحْمَقَ يُنَازِعُ" (ع3).

يا رب، أشكرك لأن العلاقة معك هي التي تؤدي إلى الحياة والرضا. ساعدني حتى أتجنب أسباب المتاعب غير الضرورية.

العهد الجديد

كورِنثوس الأولَى 7:‏17-‏35

17 غَيرَ أنَّهُ كما قَسَمَ اللهُ لكُلِّ واحِدٍ، كما دَعا الرَّبُّ كُلَّ واحِدٍ، هكذا ليَسلُكْ. وهكذا أنا آمُرُ في جميعِ الكَنائسِ.
18 دُعيَ أحَدٌ وهو مَختونٌ، فلا يَصِرْ أغلَفَ. دُعيَ أحَدٌ في الغُرلَةِ، فلا يَختَتِنْ.
19 ليس الخِتانُ شَيئًا، ولَيسَتِ الغُرلَةُ شَيئًا، بل حِفظُ وصايا اللهِ.
20 الدَّعوَةُ الّتي دُعيَ فيها كُلُّ واحِدٍ فليَلبَثْ فيها.
21 دُعيتَ وأنتَ عَبدٌ فلا يَهُمَّكَ. بل وإنِ استَطَعتَ أنْ تصيرَ حُرًّا فاستَعمِلها بالحَريِّ.
22 لأنَّ مَنْ دُعيَ في الرَّبِّ وهو عَبدٌ، فهو عتِيقُ الرَّبِّ. كذلكَ أيضًا الحُرُّ المَدعوُّ هو عَبدٌ للمَسيحِ.
23 قد اشتُريتُمْ بثَمَنٍ، فلا تصيروا عَبيدًا للنّاسِ.
24 ما دُعيَ كُلُّ واحِدٍ فيهِ أيُّها الإخوَةُ فليَلبَثْ في ذلكَ مع اللهِ.
غير المتزوجين والأرامل

25 وأمّا العَذارَى، فليس عِندي أمرٌ مِنَ الرَّبِّ فيهِنَّ، ولكنني أُعطي رأيًا كمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أنْ يكونَ أمينًا.
26 فأظُنُّ أنَّ هذا حَسَنٌ لسَبَبِ الضّيقِ الحاضِرِ، أنَّهُ حَسَنٌ للإنسانِ أنْ يكونَ هكذا:
27 أنتَ مُرتَبِطٌ بامرأةٍ! فلا تطلُبِ الِانفِصالَ. أنتَ مُنفَصِلٌ عن امرأةٍ! فلا تطلُبِ امرأةً.
28 لكنكَ وإنْ تزَوَّجتَ لَمْ تُخطِئْ. وإنْ تزَوَّجَتِ العَذراءُ لَمْ تُخطِئْ. ولكن مِثلَ هؤُلاءِ يكونُ لهُمْ ضيقٌ في الجَسَدِ. وأمّا أنا فإنّي أُشفِقُ علَيكُمْ.
29 فأقولُ هذا أيُّها الإخوَةُ: الوقتُ منذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لكَيْ يكونَ الّذينَ لهُمْ نِساءٌ كأنْ ليس لهُمْ،
30 والّذينَ يَبكونَ كأنَّهُمْ لا يَبكونَ، والّذينَ يَفرَحونَ كأنَّهُمْ لا يَفرَحونَ، والّذينَ يَشتَرونَ كأنَّهُمْ لا يَملِكونَ،
31 والّذينَ يَستَعمِلونَ هذا العالَمَ كأنَّهُمْ لا يَستَعمِلونَهُ. لأنَّ هَيئَةَ هذا العالَمِ تزولُ.
32 فأُريدُ أنْ تكونوا بلا هَمٍّ. غَيرُ المُتَزَوِّجِ يَهتَمُّ في ما للرَّبِّ كيفَ يُرضي الرَّبَّ،
33 وأمّا المُتَزَوِّجُ فيَهتَمُّ في ما للعالَمِ كيفَ يُرضي امرأتَهُ.
34 إنَّ بَينَ الزَّوْجَةِ والعَذراءِ فرقًا: غَيرُ المُتَزَوِّجَةِ تهتَمُّ في ما للرَّبِّ لتَكونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وروحًا. وأمّا المُتَزَوِّجَةُ فتهتَمُّ في ما للعالَمِ كيفَ تُرضي رَجُلها.

35 هذا أقولُهُ لخَيرِكُمْ، ليس لكَيْ أُلقيَ علَيكُمْ وهَقًا، بل لأجلِ اللّياقَةِ والمُثابَرَةِ للرَّبِّ مِنْ دونِ ارتِباكٍ.

تعليق

كن مكرسا بالكامل للرب

يعد القلق وعدم الاكتراث من القضايا الأساسية بالنسبة لجيلنا والتي تأتي من المقارنة المستمرة والخوف من الضياع وعدم إحساس الناس بنا.

الرد على هذا النوع من الخوف موجود في الكلمات التي يبدأ بها بولس فقرة اليوم: "غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ، هكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ" (ع17). يقدم بولس المبدأ الذي يبني عليه كل التطبيق الذي يتكلم بشأنه (ع17-24). ينبغي أن يبقى الذي آمن بالمسيح حديثا كما كان عندما قبل المسيح.

ويقدم ثلاثة أمثلة: الزواج، الختان والعبودية. (تاريخيا، كان المسيحيون الأوائل أقلية صغيرة ولم يكونوا في وضع يمكنهم من محو العبودية).

لكن، لهذا تطبيق أوسع. فما لم تكن الوظيفة التي يشغلها من صاروا مسيحيين غير قانونية أو غير أخلاقية فينبغي ألا يتركوا عملهم بدون تلقي دعوة واضحة لشغل موقع جديد. فالله يدعوك لتشغل موقعا معينا لا لتترك هذا الموقع.

يريد بولس أن يجنب الناس "الكثير من المتاعب في هذه الحياة" (ع28). "لا تعقدوا حياتكم بلا داع" (ع29، الرسالة). مشغوليته المسيطرة عليه، بينما ينظر على الأسئلة المتعلقة بالزواج والعزوبية، هي "الْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ" (ع35) – الذي هو الهدف الأسمى لحياتك.

يكتب بولس عن مزايا العزوبية. طبعا، كان يسوع نفسه عازبا وقد تحدث عن حقيقة أنه، بالنسبة للبعض، تعد العزوبية أمرا مفروضا عليهم، بينما بالنسبة لآخرين يعد هذا الأمر اختياريا من أجل خاطر الملكوت (مت12:19). العزوبية الإجبارية موضوع صعب ومؤلم، ولكنها ليست هي ما كان يتكلم عنه يسوع في مت19، ولا هي ما يتكلم عنه بولس هنا. يتكلم بولس هنا عن العزوبية من أجل الملكوت. ويمكن أن يكون هذا إما أمرا دائما أو مؤقتا.

عيوب العزوبية واضحة. ربما تكون أصعب ثلاثة أمور بالنسبة للمسيحيين العازبين، أولا، فقدان الشركة الزوجية والقداسة التي يمكن أن تنتج عن هذا؛ ثانيا، نقصان الشبع من الناحية الجنسية؛ ثالثا، عدم الحصول على أطفال.

لكن، الرسول بولس هنا أيضا يقدم سببين حول لماذا يمكن اعتبار العزوبية ميزة:

  • قِصَر الحياة

يكتب بولس قائلا، "الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ" (1كو29:7)، بالتالي "فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ، وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ، وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ" (ع29-31).

إنه لا يمنع الزواج بقدر ما يمنع الضحك أو الحزن أو التسوق. بل هو يقول أن كل شيء يصبح غير هام مقارنة بمجد خدمة الرب. نحتاج أن ننفصل عن أمور هذا العالم. قد يكون هذا أسهل إن كان المرء عازبا.

  • الحرية من تشتت الذهن

ينطبق هذا بالذات على أوقات الاضطهاد، والذي يمثل سياق هذه الفقرة، "لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ" (ع26).

يكتب بولس، "فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ، وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا. هذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ، لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقًا، بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ" (ع32-35).

لدينا قدر محدود من الوقت والطاقة والمال. لا شك أنه توجد متطلبات كثيرة في مسألة الزواج. يدعو بولس للنظر إلى مسألة العزوبية نظرة إيجابية – سواء كان وضعا ثابتا أو مؤقتا. حيث يقول إنه وضع قد يكون مُشبِعا ويمَتّع صاحبه بقدر من الحرية – كما كان الأمر مع يسوع.

ويكتب في موضع آخر أن الزواج نفسه مجرد صورة للعلاقة بين المسيح والكنيسة (أف5). الحقيقة موجودة في المسيح. كل من العزوبية والزواج موهبة من الله. الأمر المهم حقا هو "الْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ" (1كو35:7). غالبا ما نفترض أن الزواج هو أفضل وأوضح أسلوب معيشة يمكن اتباعه. تذكرنا هذه الفقرة بألا نغض النظر عن منافع العزوبية. فالعزوبية أمر صالح على قدم المساواة، ويمكن أن تكون مثمرة ومشبعة جدا.

يا رب، ساعدنا حتى نجد الحياة والرضا في أي وضع نجد أنفسنا فيه – وأن نحيا حياة "مُسِرّة للرب". "ليتنا نعيش في "اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ" (ع35).

العهد القديم

الجامِعَةِ 4:‏1-‏6:‏12

بُطل التفوق

1 ثُمَّ رَجَعتُ ورأيتُ كُلَّ المَظالِمِ الّتي تُجرَى تحتَ الشَّمسِ: فهوذا دُموعُ المَظلومينَ ولا مُعَزٍّ لهُمْ، ومِنْ يَدِ ظالِميهِمْ قَهرٌ، أمّا هُم فلا مُعَزٍّ لهُمْ.
2 فغَبَطتُ أنا الأمواتَ الّذينَ قد ماتوا منذُ زَمانٍ أكثَرَ مِنَ الأحياءِ الّذينَ هُم عائشونَ بَعدُ.
3 وخَيرٌ مِنْ كِلَيهِما الّذي لَمْ يولَدْ بَعدُ، الّذي لَمْ يَرَ العَمَلَ الرَّديءَ الّذي عُمِلَ تحتَ الشَّمسِ.

4 ورأيتُ كُلَّ التَّعَبِ وكُلَّ فلاحِ عَمَلٍ أنَّهُ حَسَدُ الإنسانِ مِنْ قريبِهِ. وهذا أيضًا باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ.
5 الكَسلانُ يأكُلُ لَحمَهُ وهو طاوٍ يَدَيهِ.
6 حُفنَةُ راحَةٍ خَيرٌ مِنْ حُفنَتَيْ تعَبٍ وقَبضِ الرّيحِ.

7 ثُمَّ عُدتُ ورأيتُ باطِلًا تحتَ الشَّمسِ:
8 يوجَدُ واحِدٌ ولا ثانيَ لهُ، وليس لهُ ابنٌ ولا أخٌ، ولا نِهايَةَ لكُلِّ تعَبِهِ، ولا تشبَعُ عَينُهُ مِنَ الغِنَى. فلمَنْ أتعَبُ أنا وأُحَرِّمُ نَفسي الخَيرَ؟ هذا أيضًا باطِلٌ وأمرٌ رَديءٌ هو.
9 اِثنانِ خَيرٌ مِنْ واحِدٍ، لأنَّ لهُما أُجرَةً لتَعَبِهِما صالِحَةً.
10 لأنَّهُ إنْ وقَعَ أحَدُهُما يُقيمُهُ رَفيقُهُ. وويلٌ لمَنْ هو وحدَهُ إنْ وقَعَ، إذ ليس ثانٍ ليُقيمَهُ.
11 أيضًا إنِ اضطَجَعَ اثنانِ يكونُ لهُما دِفءٌ، أمّا الوَحدُ فكيفَ يَدفأُ؟
12 وإنْ غَلَبَ أحَدٌ علَى الواحِدِ يَقِفُ مُقابَلهُ الِاثنانِ، والخَيطُ المَثلوثُ لا يَنقَطِعُ سريعًا.
بُطل التفوق

13 ولَدٌ فقيرٌ وحَكيمٌ خَيرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيخٍ جاهِلٍ، الّذي لا يَعرِفُ أنْ يُحَذَّرَ بَعدُ.
14 لأنَّهُ مِنَ السِّجنِ خرجَ إلَى المُلكِ، والمَوْلودُ مَلِكًا قد يَفتَقِرُ.
15 رأيتُ كُلَّ الأحياءِ السّائرينَ تحتَ الشَّمسِ مع الوَلَدِ الثّاني الّذي يَقومُ عِوَضًا عنهُ.
16 لا نِهايَةَ لكُلِّ الشَّعبِ، لكُلِّ الّذينَ كانَ أمامَهُمْ. أيضًا المُتأخِّرونَ لا يَفرَحونَ بهِ. فهذا أيضًا باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ.

بُطل الغنى

1 اِحفَظْ قَدَمَكَ حينَ تذهَبُ إلَى بَيتِ اللهِ، فالِاستِماعُ أقرَبُ مِنْ تقديمِ ذَبيحَةِ الجُهّالِ، لأنَّهُمْ لا يُبالونَ بفَعلِ الشَّرِّ.
2 لا تستَعجِلْ فمَكَ ولا يُسرِعْ قَلبُكَ إلَى نُطقِ كلامٍ قُدّامَ اللهِ، لأنَّ اللهَ في السماواتِ وأنتَ علَى الأرضِ، فلذلكَ لتَكُنْ كلِماتُكَ قَليلَةً.
3 لأنَّ الحُلمَ يأتي مِنْ كثرَةِ الشُّغلِ، وقَوْلَ الجَهلِ مِنْ كثرَةِ الكلامِ.
4 إذا نَذَرتَ نَذرًا للهِ فلا تتأخَّرْ عن الوَفاءِ بهِ، لأنَّهُ لا يُسَرُّ بالجُهّالِ. فأوفِ بما نَذَرتَهُ.
5 أنْ لا تنذُرُ خَيرٌ مِنْ أنْ تنذُرَ ولا تفيَ.
6 لا تدَعْ فمَكَ يَجعَلُ جَسَدَكَ يُخطِئُ، ولا تقُلْ قُدّامَ المَلاكِ: «إنَّهُ سهوٌ». لماذا يَغضَبُ اللهُ علَى قَوْلِكَ، ويُفسِدُ عَمَلَ يَدَيكَ؟
7 لأنَّ ذلكَ مِنْ كثرَةِ الأحلامِ والأباطيلِ وكثرَةِ الكلامِ. ولكن اخشَ اللهَ.
بُطل الغنى

8 إنْ رأيتَ ظُلمَ الفَقيرِ ونَزعَ الحَقِّ والعَدلِ في البِلادِ، فلا ترتَعْ مِنَ الأمرِ، لأنَّ فوقَ العالي عاليًا يُلاحِظُ، والأعلَى فوقَهُما.
9 ومَنفَعَةُ الأرضِ للكُلِّ. المَلِكُ مَخدومٌ مِنَ الحَقلِ.
10 مَنْ يُحِبُّ الفِضَّةَ لا يَشبَعُ مِنَ الفِضَّةِ، ومَنْ يُحِبُّ الثَّروَةَ لا يَشبَعُ مِنْ دَخلٍ. هذا أيضًا باطِلٌ.
11 إذا كثُرَتِ الخَيراتُ كثُرَ الّذينَ يأكُلونَها، وأيُّ مَنفَعَةٍ لصاحِبِها إلّا رؤيَتَها بعَينَيهِ؟
12 نَوْمُ المُشتَغِلِ حُلوٌ، إنْ أكلَ قَليلًا أو كثيرًا، ووفرُ الغَنيِّ لا يُريحُهُ حتَّى يَنامَ.
13 يوجَدُ شَرٌّ خَبيثٌ رأيتُهُ تحتَ الشَّمسِ: ثَروَةٌ مَصونَةٌ لصاحِبِها لضَرَرِهِ.
14 فهَلكَتْ تِلكَ الثَّروَةُ بأمرٍ سيِّئٍ، ثُمَّ ولَدَ ابنًا وما بيَدِهِ شَيءٌ.
15 كما خرجَ مِنْ بَطنِ أُمِّهِ عُريانًا يَرجِعُ ذاهِبًا كما جاءَ، ولا يأخُذُ شَيئًا مِنْ تعَبِهِ فيَذهَبُ بهِ في يَدِهِ.
16 وهذا أيضًا مَصيبَةٌ رَديئَةٌ، في كُلِّ شَيءٍ كما جاءَ هكذا يَذهَبُ، فأيَّةُ مَنفَعَةٍ لهُ، للّذي تعِبَ للرّيحِ؟
17 أيضًا يأكُلُ كُلَّ أيّامِهِ في الظَّلامِ، ويَغتَمُّ كثيرًا مع حُزنٍ وغَيظٍ.

18 هوذا الّذي رأيتُهُ أنا خَيرًا، الّذي هو حَسَنٌ: أنْ يأكُلَ الإنسانُ ويَشرَبَ ويَرَى خَيرًا مِنْ كُلِّ تعَبِهِ الّذي يتعَبُ فيهِ تحتَ الشَّمسِ مُدَّةَ أيّامِ حَياتِهِ الّتي أعطاهُ اللهُ إيّاها، لأنَّهُ نَصيبُهُ.
19 أيضًا كُلُّ إنسانٍ أعطاهُ اللهُ غِنًى ومالًا وسَلَّطَهُ علَيهِ حتَّى يأكُلَ مِنهُ، ويأخُذَ نَصيبَهُ، ويَفرَحَ بتعَبِهِ، فهذا هو عَطيَّةُ اللهِ.
20 لأنَّهُ لا يَذكُرُ أيّامَ حَياتِهِ كثيرًا، لأنَّ اللهَ مُلهيهِ بفَرَحِ قَلبِهِ.

الجامِعَةِ 6

1 يوجَدُ شَرٌّ قد رأيتُهُ تحتَ الشَّمسِ وهو كثيرٌ بَينَ النّاسِ:
2 رَجُلٌ أعطاهُ اللهُ غِنًى ومالًا وكرامَةً، وليس لنَفسِهِ عَوَزٌ مِنْ كُلِّ ما يَشتَهيهِ، ولَمْ يُعطِهِ اللهُ استِطاعَةً علَى أنْ يأكُلَ مِنهُ، بل يأكُلُهُ إنسانٌ غَريبٌ. هذا باطِلٌ ومُصيبَةٌ رَديئَةٌ هو.

3 إنْ ولَدَ إنسانٌ مِئَةً، وعاشَ سِنينَ كثيرَةً حتَّى تصيرَ أيّامُ سِنيهِ كثيرَةً، ولَمْ تشبَعْ نَفسُهُ مِنَ الخَيرِ، وليس لهُ أيضًا دَفنٌ، فأقولُ إنَّ السِّقطَ خَيرٌ مِنهُ.
4 لأنَّهُ في الباطِلِ يَجيءُ، وفي الظَّلامِ يَذهَبُ، واسمُهُ يُغَطَّى بالظَّلامِ.
5 وأيضًا لَمْ يَرَ الشَّمسَ ولَمْ يَعلَمْ. فهذا لهُ راحَةٌ أكثَرُ مِنْ ذاكَ.
6 وإنْ عاشَ ألفَ سنَةٍ مُضاعَفَةً ولَمْ يَرَ خَيرًا، أليس إلَى مَوْضِعٍ واحِدٍ يَذهَبُ الجميعُ؟
7 كُلُّ تعَبِ الإنسانِ لفَمِهِ، ومَعَ ذلكَ فالنَّفسُ لا تمتَلِئُ.
8 لأنَّهُ ماذا يَبقَى للحَكيمِ أكثَرَ مِنَ الجاهِلِ؟ ماذا للفَقيرِ العارِفِ السُّلوكَ أمامَ الأحياءِ؟

9 رؤيَةُ العُيونِ خَيرٌ مِنْ شَهوَةِ النَّفسِ. هذا أيضًا باطِلٌ وقَبضُ الرّيحِ.
10 الّذي كانَ فقد دُعيَ باسمٍ منذُ زَمانٍ، وهو مَعروفٌ أنَّهُ إنسانٌ، ولا يستطيعُ أنْ يُخاصِمَ مَنْ هو أقوَى مِنهُ.
11 لأنَّهُ توجَدُ أُمورٌ كثيرَةٌ تزيدُ الباطِلَ. فأيُّ فضلٍ للإنسانِ؟
12 لأنَّهُ مَنْ يَعرِفُ ما هو خَيرٌ للإنسانِ في الحياةِ، مُدَّةَ أيّامِ حياةِ باطِلِهِ الّتي يَقضيها كالظِّلِّ؟ لأنَّهُ مَنْ يُخبِرُ الإنسانَ بما يكونُ بَعدَهُ تحتَ الشَّمسِ؟

تعليق

تمتع ببركات العمل والعلاقات

يتابع الكاتب موضوعه عن فراغ الحياة وعدم وجود معنى لها. حيث يرى الحياة مليئة بالمتاعب، "والظلم والكد" (1:4- 6).

ويتحدث عن الفراغ الذي يحسه من هم في مناصب عالية (ع13-16). ويتحدث أيضا عن فراغ الحياة المولعة بالكسب (16:5- 17) وطبيعة الشهوة في كونها أمر بعيد المنال (9:6). وسط كل هذه النظرة التشاؤمية والمحبطة عن الحياة، نجده يقدم مفاتيح للازدهار وسط الكد والمتاعب.

  • العمل

يُعَدّ عدم وجود عمل أمر سيء: "اَلْكَسْلاَنُ يَأْكُلُ لَحْمَهُ وَهُوَ طَاوٍ يَدَيْهِ" (5:4). ومن ناحية أخرى، لا تعمل بكد زائد عن الحد: "يُوجَدُ وَاحِدٌ وَلاَ ثَانِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لَهُ ابْنٌ وَلاَ أَخٌ، وَلاَ نِهَايَةَ لِكُلِّ تَعَبِهِ، وَلاَ تَشْبَعُ عَيْنُهُ مِنَ الْغِنَى. فَلِمَنْ أَتْعَبُ أَنَا وَأُحَرِّمُ نَفْسِي الْخَيْرَ؟ هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ وَأَمْرٌ رَدِيءٌ هُوَ" (ع8).

الوضع الأمثل هو العمل المعتدل: "حُفْنَةُ رَاحَةٍ خَيْرٌ مِنْ حُفْنَتَيْ تَعَبٍ وَقَبْضِ الرِّيحِ" (ع6). ويتابع قائلا، "نَوْمُ الْمُشْتَغِلِ حُلْوٌ، إِنْ أَكَلَ قَلِيلاً أَوْ كَثِيرًا، وَوَفْرُ الْغَنِيِّ لاَ يُرِيحُهُ حَتَّى يَنَامَ" (12:5).

  • العلاقات

ويتابع متحدثا عن أهمية العلاقات الحيوية: الزواج والصداقة وتكوين فرق (9:4- 12). أولا هناك التآزر. "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً" (ع9). العمل كفريق يمكن أن يكون فعالا أكثر.

ثانيا، توجد ميزة الدعم المتبادل. "لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ" (ع10).

ثالثا، توجد ميزة الدعم المادي والروحي: "وَالْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا" (ع12).

مفتاح الصداقة القوية أو الزواج القوي هو الخيط الثالث – وهو ما تتحدث عنه فقرات اليوم الأخرى واصفة إياه على إنه "اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ" (1كو35:7) و"مخافة الرب" (أم23:19).

يا رب، ساعدنا حتى نتجنب "الكد والتعب" الغير ضروريان وأن نعيش في تكريس كامل للرب، ليس فقط حتى نتمكن من متابعة العيش، بل وحتى نزدهر ونتمتع بالحياة ... الحياة بكل ملئها.

تعليق من بيبا

تعليق من بيبا :

جا 4:4

"وَرَأَيْتُ كُلَّ التَّعَبِ وَكُلَّ فَلاَحِ عَمَل أَنَّهُ حَسَدُ الإِنْسَانِ مِنْ قَرِيبِهِ"

يبدو هذا طريقة سوداوية ينظر بها للأمور. الحسد أمر مدمر، لكن أحيانا تكون المنافسة الصحية البسيطة حافزا جيدا!

آية اليوم

reader

التطبيق

قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس في سنة واحدة لأجهزة iOS أو Android واقرأ كل يوم.

reader

Email

سجل الآن لتحصل على الكتاب المقدس في عام واحد على بريدك الإلكتروني كل صباح. ستتلقى بريدًا إلكترونيًا واحدًا كل يوم.

reader

الموقع

ابدأ بقراءة تأمل اليوم من هنا على موقع الكتاب المقدس في سنة واحدة الإلكتروني.

Read now
reader

كتاب

نيكي جومبل ، رائد برنامج ألفا - سلسلة من اللقاءات لاستكشاف الإيمان المسيحي - وراعي كنيسة الثالوث الاقدس برومبتون في كنسينغتون، لندن ، يساعد القراء على اتباع الكتاب المقدس في برنامج مدته سنة واحدة لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل.

Podcast

اشترك واستمع إلى Bible in One Year الذي يتم توصيله إلى تطبيق البودكاست المفضل لديك يوميًا.

المراجع

William Shakespeare, Macbeth, Act IV Scene I, first published 1623.

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.

الكتاب المقدس في سنة واحدة

  • INTRODUCTION
  • PROVERBS BIBLE
  • PROVERBS COMMENTARY
  • NEW TESTAMENT BIBLE
  • NEW TESTAMENT COMMENTARY
  • OLD TESTAMENT BIBLE
  • OLD TESTAMENT COMMENTARY
  • PIPPA ADDS

اختر اللغة

الكتاب المقدس في سنة واحدة متاح باللغات التالية:

This website stores data such as cookies to enable necessary site functionality and analytics. Find out more